هل كنت تعلم قبل اليوم زرزورا

هل كنتَ تعلَمُ قبل اليومِ زُرزورا

يُهدي لكَ السِّحرَ منظوماً ومَنثُورا

مُنَغّمَ الصَّوتِ مَن يأذَن لِنَغمَتهِ

لم يقترح بعدَها بَمّاً ولا زِيرا

من أَينَ أُقصى ولي من كُلّ قاصيةٍ

شدوٌ تركتُ بهِ المحزونَ مسرورا

ورُبّ مُولِي جَميلٍ قد سَجعتُ بهِ

وكان لولا افتضاحُ الشّكرِ مَستُورا

وليلةٍ كحَلت مِنّي نواظِرَها

بحكمةٍ مَلأت أَجفانَها نُورا

كَفأت ظَلماءَها منها بسَاطِعَةٍ

شَقَّت عن الصُّبح جَيباً كان مَزرُورا

لِلّهِ تلكَ فَكم من أنفُسٍ ربقَت

وأَعيُنٍ غادَرتها نَحوها صُورا

ذَخيرة خَبَأتها الصالحات لكم

والعِلقُ مازالُ مَخبوءاً ومذخُورا

مَهلاً فما نَحن إلا مِثلُكم أُمَمٌ

تُسَبِّحُ اللَهَ تَغريداً وتَصفِيرا

نَغدُو خِماصاً لأرزاقٍ مُقَدَّرةٍ

فَنقتَضي فضلَ رزقِ اللَهِ مَوفُورا

مِن كُلِّ أرقط عنوانُ السُّهادِ بهِ

يُقَطِّعُ اللّيل تَوشِيحاً وتكفِيرا

مازال مُغرىً بِبُرِّ البّرِّ يُكرمُه

إذا غَدا البُرُّ مَجفُوّاً ومَهجُورا

إذا نَثرتَ له حَبّاً تتبّعَهُ

لَقطاً وأَودَعَهُ صَدراً وتامُورا