وليلة عنبرية الأفق

ولَيلَةٍ عَنبَريَّةِ الأُفُقِ

رَوَيتُ فيها السُّرورَ من طُرُقِ

وكنتُ حَرّانَ فاقتدحتُ بها

ناراً من الرَّاحِ بَرَّدَت حُرَقِي

حَلَّت بِنا عاطِلاً وقد لَبست

غِلالَةً فُصّلَت من الحَدَقِ

فجاءَها الدَّهرُ من بنيهِ هوىً

بِفتيَةٍ كالصَّباحِ في نَسَقِ

قامت لنا في المقَامِ أوجُههُم

ورَاحُهم بالنُّجومِ والشَّفَقِ

وأطلعَ البدرُ من ذُرَا غُصنٍ

تَهفُو عَليه القُلوبُ كالوَرقِ

من عبد شَمسٍ بدا سناهُ وهل

ذا البَدرُ إلَّا لِذلك الأُفُقِ

مَدَّ بحمراءَ من مُدامتِهِ

بَيضاء كفّاً مسكية العَبَقِ

فخلتها وردةً منعمةً

تحمل من سوسَنٍ على طَبقِ

يَشرَبُ بالرَّاحِ حين أُشرِبَها

ما غادَرَت مُقلَتاهُ من رَمَقِ