يا حار إن أمانة معصوبة

يا حارِ إنَّ أمانةً مَعصُوبةً

بك تَستهِلُّ بها على أهل الحِمى

شُكراً كما انبعَث النَّسيمُ بِسُحرةٍ

وأقامَ في زهر الرُّبا مُتَلَوِّما

مُتَزيّداً من بِشرها متزوداً

من نَشرِها متخيّراً مُتَحكما

حتّى إذا سلبَ الحدائقَ طِيبَها

وافى فعاجَ على الدِّيارِ وسَلّما

لِلّهِ درهم وليسَ لغيرهِ

بهم الهياج الفارجون المُبهَما

من كُل ماضٍ قد تردَّى مثله

حَذواً فلا يدرى المُهندُ منهما

قومٌ إذا صَفِرَ الزَّمانُ من النَّدى

مَلؤُوا الزَّمان سماحةً وتكرُّما

متأخّر عن كلّ موقفِ سُبَّةٍ

وإذا تعرَّضَهُ الوشيجُ تَقدّما

تِربُ القناةِ السَّمهَرِيّة بسطةً

وتَأوُّدا وتأيّداً وتحطّما

مُتسابقون إلى العُلا فكأنهمذ

في حلبةٍ رفعت قَتاما أدهما

في قمةِ المجدِ الأثيلِ وإنَّهم

لأَعَزُّ من شُهبِ الكواكب مُنتمى

أسباطُ مَلحَمةٍ دَعائمٌ سُؤددٍ

حازُوا المآثِرَ والفَخارَ الأقدما

جَرَت السوانح لي بِيُمنِ لقائهم

فسريت لا ألوي على من عَتَّما

فتَحسَّسُوا من وجهَتي وتنسَّمُوا

أمري فقلتُ لهم سَقطتُ مَع السَّما

ما زلتُ أخدعُهم وينخدِعُونَ لي

ويَرونَ تَقدِيمَ الصَّنائِع مَغنَما

فظللتُ أحصبُ بالمطارفِ واللُّهى

أرأيتَ مُرتَجِس السَّحاب إذا هَما

وكأنّما أنهابُهم وثِيابُهُم

نَفَلٌ أفاءَتهُ الجيوشُ لِيُقسِما

فَصَدَرت عنهم بالّتي في بَعضِها

ما يُحسِبُ النفسَ اللَّجُوجَ وما ومَا

فَلأُلبِسَنَّهمُ ثَناءً خالِداً

يَبقى على عَقبِ الزَّمانِ مُنَمنَما