يا صاحبي رشدتما

يا صاحِبَيَّ رَشَدتُما

وهُدِيتُما قصدَ السَّبيل

ووقيتما ولَقِيتُما

يُمنَ المُعَرَّسِ والمَقِيل

وتكفّلت بِكُما السَّلا

مَةُ في النُّزولِ وفي الرَّحيل

وغنيتُما مَغنى بلا

لٍ حين حَنّ على غَليل

وخَطَطتُما في إِذخِرٍ

عَبَقَ النَّسِيم وفي جَلِيل

ومَدَدتُما في شامةٍ

لحظَ العُيونِ وفي طَفِيل

ووطئتما ظهر الصفا

وقطعتما بطنَ المسيل

وسَعِدتُما وحَظيتما

بلزومِ مُلتَزَمِ الخَليل

وَوَرَدتُما من زَمزمٍ

سِرّ المعين السّلسَبيل

وجَنيتُما ثمر المنى

بِمنى من الأجرِ الجَزيل

ومسَحتما الأَركان مَسح

ةَ قافِلٍ بَرِّ القُفول

وتركتُما تلكَ المَشا

هِدَ شاهداتٍ بالجميل

ونحوتماها نحو طَي

بَةَ عامِراتٍ بالذَّميل

مِن كُلّ مُحصَدةِ الجَدِي

لِ لِشَدقمٍ أَو للجَدِيل

غلبت على الشجو الحما

مَةُ فهيَ أَولى بالهَدِيلُ

وتَوَسَّطت أحياء مُه

رةَ فهيَ في شَرَفِ القِبيل

وعِدادُها فيما يسي

رُ وإنَّها مما يَسيل

من ساءَ هَيلاً فهي لا

تنفكُّ مُحسِنة تهيل

فتخالُها من شوقِها

تهفُو إلى ذات النَّخيل

وكأن تربة أحمدٍ

ومسيمها الأرِجَ العليل

يقتادُها من طِيبها

ويدلها أهدى دليل

حتّى إذا كنتُم من ال

قَبرِ المُبارَكِ قِيدَ ميل

فَقَعُوا عن الأكوار وق

عةَ خاضعِ الذِّفرى ذليل

وتَشحَّطها في تُربَة

كتشحُّطِ الصّادي القَتيل

هل تذكرانِ أخاكُما

يا صاحِبَيهِ كما يقول

وتؤدّيان صلاتَه

وسلامَهُ عند الرَّسُول

وتؤمّنانِ وتَدعُوا

نِ لهُ مظنّاتِ القَبُول

أَم تنسَيانِ فَرُبَّما

ذَهِلض الكثيرُ عن القَليل

بل تذكران ورُبّما

ذُكِرت لِساكِنها الطُّلول

لا زِلتُما ما دُمتُما

للعِزِّ في ظِلٍّ ظليل

وجَمعتُما شرفَ الإيا

بِ إلى مَدى العُمرِ الطَّويل