- Advertisement -

تتفاوح العرصات طيبا كلما

تَتَفاوَحُ العَرَصاتُ طِيباً كُلَّما

عَفَّرنَ وَشياً فَوقَها وَبُرُودا

بِيضٌ يَرَونَ السُودَ بِيضاً نُصَّعاً

وَالبِيضَ حُمّا في المَفارِقِ سُودَا

مَن لِي بِرَدِّكَ يا شَبابُ فَأَبتَغِي

مِنهُنَّ مِثلَكَ نائِلاً مَردُودا

نَزَلَ المَشِيبُ بِعارِضَيَّ فَلا الصِبا

أَبقى عَلَيَّ وَلا الكَعابَ الرُودا

لا أَبعَدَ اللَهُ الشَبابَ فَإِنَّهُ

وَلىّ حَمِيدا وَاِستَعَضتُ حَمِيدا

ما فاتِنِي طَلَبُ السَعادَةِ مُذ رَأَت

عَينايَ هَذا المُقبِلَ المَسعُودا

لا أَحمَدُ الأَيّامَ حَتّى أَوصَلَت

عَني مُعِزَّ الدَولَةِ المَحمُودا

فَوَصَلتُ حينَ وَصَلتُ أَشرَفَ عامِرٍ

خِيماً وَأَفخَرَ مَنصِباً وَجُدُودا

مَلِكٌ إِذا وَقَفَ المُلُوكُ أَمامَهُ

جَعَلُوا سَلامَهُمُ عَلَيهِ سُجُودا

نَظَرَت مَكارِمُهُ إِلَيَّ فَمَزَّقَت

عَدَمِي وَلَكِن ما عَدِمتُ حَسُودا

وَوَجَدتُ أَوصافَ الأَميرِ جَواهِراً

فَنَظَمتُهُنَّ تَمَائِماً وَعُقُودا

سارَت مَسِيرَ النَيَرَينِ وَطَبَّقَت

ثَغرَ البِلادِ تَهائِماً وَنُجُودا

ما لِي إِلى شَيمِ الغَمائِمِ حاجَةٌ

ما دُمتُ أَشرَعُ حَوضَهُ المَورُودا

أَندى المُلُوكِ يَداً وَأَرجَحُ في النَدى

وَزناً وَأَصلَبُ في النَوائِبِ عُوَدا

صَلتُ الجَبِينِ تَرى لِمَوضِعِ تاجِهِ

نُوراً يَسِيرُ بِهِ الرِكابُ بَرِيدا

تَندى يَداهُ فَلَو يَمَسُّ بِنانُهُ

جُلمُودَ صَخرٍ أَنبَتَ الجُلُمودا

أَفَنى الكُنُوزَ وَبَدَّدَت نَفَحاتُهُ

ما فِي خَزائِنِ مالِهِ تَبديدا

حَتّى لَظَنَّ الناسُ أَنَّ لِكَفِّهِ

إِحَناً عَلى أَموالِهِ وَحَقُودا

كَرَماً وَجُودا لَم يَدعَ مِن قَبيلِهِ

كَرَماً يُعَدَّدُ لِلرِجالِ وَجُودا

لا تَسمَعَنَّ بِحاتِمِ وَفَعالِهِ

وَخُذِ الفَعالَ الظاهِرَ المَوجُودا

خَيرُ الحَديثِ إِذا جَلَستَ مُحَدِّثاً

ما لا يُرِيدُ دَلائِلاً وَشُهُودا

وَبِجانِبَي حَلَبٍ أَغَرُّ مُتَوَّجٌ

قَد حالَفَ الإِقبالَ وَالتَأييدا

يُمسِي وَإِكِليلُ النُجُومِ مُقارِنٌ

في جَوِّهِ إِكلِيلَهُ المَعقُودا

مِن مَعشَرٍ نَزَلوا اليَفاعَ وَخَلَّفُوا

لِلعالَمينَ أَباطِحاً وَوَهُودا

جُبِلُوا عَلى كَرَمِ النُفوسِ وَأَصبَحُوا

أَوفى البَرِيَّةِ ذِمَةً وَعُهُودا

فَإِذا سَأَلتَهُمُ سَأَلتَ غَمائِماً

وَإِذا أَثَرتَهُمُ أَثَرتَ أُسُودا

قَد أَدمَنُوا لُبسَ الدُرُوعِ كَأَنَّما

يَجِدُونَ في عَدَمِ الحَياةِ خُلُودا

فَإِذا هُمُ اِعتَقَلُوا الرِماحَ رَأَيتَهُم

مِثلَ الرِماحِ سِواعِداً وَقُدُودا

أَيمانُهُم مِثلُ البُحُورِ وَإِنَّما

جَعَلُوا لَها مَدَّ الأَكُفِّ مُدُودا

يَستَقبِلُونَ وَفُودَهُم فَكَأَنَّهُم

سارُوا إِلى زُمَرِ الوُفُودِ وُفُودا

قَد غَرَّبُوا أَهلَ البِلادِ وَأَتعَبُوا

غُبرَ السَمالِقِ وَالمَهارى القُودا

حَتّى أَبادَ بَناتِ أَرحَبَ خَبطُها

جُنحَ الظَلامِ إِلَيهِمُ وَالبِيدا

يا مُنتَهى الكَرَمِ الَّذي لَو أَنَّهُ

طَلَبَ المَزيدَ لَما أَصابَ مَزِيدا

لا خَلقَ أَعَدَلُ مِنكَ إِلّا واصِفٌ

لَكَ لا يَقيسُ بِكَ المُلُوكَ الصِيدا

أَصبَحتُ مَحسوداً عَلَيكَ فَعِشتَ لي

حَتّى أَعِيشَ مُنَعَّماً مَحسُودا

عِيدُ الرَعِيَّةِ أَن تَدُومَ عَلَيهِمُ

فَيَكُونَ وَجهُكَ كُلَّ يَومٍ عِيدا

فَاسعَد بِهِ فَسَعادَةُ الدنيا وَمَن

فِيها إِذا ما كُنتَ أَنتَ سَعيدا

وَاسمَع لَهُ كَلِماً وَحِيداً صُغتُهُ

لِأَغَرَّ أَصبَحَ في المُلُوكِ وَحِيدا

مدحاً تَكادُ إِذا تَضَوَّعَ نَشرُها

أَن لا تُرِيد مِن الرُواةِ نَشِيدا

يَبلى الزَمانُ وَلا يَزالُ حَدِيثُها

حَتّى تَزُولَ الراسِياتُ جَديدا

- Advertisement -

- Advertisement -

اترك تعليقا