ديار الحي مقفرة يباب

دِيارُ الحَيِّ مُقفِرَةٌ يَبابُ

كَأَنَّ رُسومَدِمنَتِها كِتابُ

نَأَت عَنها الرَبابُ وَباتَ يَهمِي

عَلَيها بَعدَ ساكِنِها الرَبابُ

تُعاتِبُني أُمامَةُ في التَصابِي

وَكَيفَ بِهِ وَقَد فاتَ الشَبابُ

نَضا مِنّي الصِبا وَنَضَوتُ مِنهُ

كَما يَنضُو مِنَ الكَفِّ الخِضابُ

إِلى نَصرٍ وَأَيُّ فَتىً كَنَصرِ

إِذا حَلَّت بِمَغناه الرِكابُ

أمُنتَهِكَ الصَلِيبِ غَداةَ ظَلَّت

حُطاماً فِيهِمُ السُمرُ الصِلابُ

جُنُودُكَ لا يُحيط بِهِنَّ وَصفٌ

وَجُودُكَ لا يُحَصِّلُهُ حِسابُ

وَذِكرُكَ كُلُّهُ ذِكرٌ جَميلٌ

وَفِعلُكَ كُلُّهُ فِعلٌ عُجابُ

وَأَرمانُوسُ كانَ أَشَدَّ بَأساً

وَحَلَّ بِهِ عَلى يَدِكَ العَذابُ

أَتاكَ يَجُرُّ بَحراً مِن حَديدٍ

لَهُ في كُلِّ ناحِيَةٍ عُبابُ

إِذا سارَت كَتائِبُهُ بِأَرضٍ

تَزَلزَلَتِ الأَباطِحُ وَالهِضابُ

فَعادَ وَقَد سَلَبتَ المُلكَ عَنهُ

كَما سُلِبَت عَن المَيتِ الثِيابُ

فَما أَدناهُ مِن خَيرِ مَجِيءٌ

وَلا أَقصاهُ مِن شَرِّ إِيابُ

فَلا تَسمَع بِطَنطَنَةِ الأَعادِي

فَإِنَّهُمُ إِذا طَنُّوا ذُبابُ

وَلا تَرفَع لِمَن عاداكَ رَأساً

فَإِنَّ اللَيثَ تَنبَحُهُ الكِلابُ