سقى الطللين بين المنحرين

سَقى الطَلَلَينِ بَينَ المَنحَرَينِ

مُرَوِّي الوابِلَينِ المُسبِلَينِ

فَمنقادَ البَليخِ فَحَيثُ حَفَّت

جَداوِلُهُ قُصُورَ الرَقَتَينِ

بِلادٌ حَلها ابنُ أَبي عَليٍّ

فَحَلَّ بِها سَخِيُّ الراحَتينِ

إِذا خَفَقَت لَهُ أَعلامُ جَيشٍ

فَقَد خَفَقَت قُلوبُ الخافِقَينِ

كَريمُ الوالِدَينِ وَكُلُّ فِعلٍ

كَريمٌ لِلكَريمِ الوالِدَينِ

تَرى العافي يُطالِبُهُ بِرِفدٍ

فَتَحسَبُهُ يُطالِبُهُ بِدَينِ

فَتىً زَينُ المَحافِلِ لَيسَ يَأتي

بِحَمدِ اللَهِ فِعلاً غَيرَ زَينِ

عَفِيفُ الذَيلِ مِن دَنَسٍ وَفُحشٍ

بَرِيءُ القَولِ مِن هُجنٍ وَمَينِ

يَشُذُ مِنَ البَرِيَّةِ كُلُّ حمدٍ

فَيَجمَعُهُ بِتَبدِيدِ اللُجَينِ

إِذا اِعتَقَلَ الرُدَيني كانَ أَوفى

تَماماً مِنهُ مُعتَقِلُ الرُدَيني

يَسُلُّ مُهَنَّداً وَيَسُلُّ عَزماً

فَيَفتِكُ في الوَغى بِمُهَنَّدَينِ

وَيَلقى الجَحفلَ الجَرّارَ فَرداً

فَتَعجَبُ مِن تَلاقي الجَحفَلَينِ

وَتَنَظُرُ يَومَ تَشتَبِكُ العَوالي

عَلِيّاً يَومَ بَدرٍ أَو حُنينِ

أَمَولانا الأَمِيرُ نِداءَ عَبدٍ

تَحمَّلَ مِنكَ فَضلاً غَيرَ هَينِ

لَقَد أَجمَلتَ فِعلَكَ بي فَتَمِّم

جَميلَكَ بِالجَميلِ إِلى حُسَينِ

فَلَو أَني شَفِعتَ لِأَجنَبِيٍّ

لَأَصبَحَ في ذَراكَ قَرِيرَ عَينِ

فَكَيفَ لِمَن كَسَوتَ أَباهُ جاهاً

بِجاهِكَ بَينَ أَهلِ المَشرِقَينِ

وَقَد شَرَّفتَهُ بِقَديمِ عَهدٍ

وَوَعدُكَ غَيرُ مَغلولِ اليَدَينِ