عوجا نحي ربوعا غير أدراس

عُوجا نُحَيِّ رُبوعاً غَيرَ أَدراسِ

بَينَ اللِوى وَهِضابِ الأَرعَنِ الراسي

إِلى الأَبارِقِ حَيثُ العِينُ راتِعَةٌ

مِنَ الحِمى بَينَ أَنقاءٍ وَأَدهاسِ

سَقى الدِيارَ بِحَيثُ الخَبت مِن هَجَرٍ

شُؤبُوبُ كُلِّ مُلِثٍّ الوَبلِ رَجّاسِ

دِيارَ ناسٍ صَحِبناهُم بِها زَمَناً

يا حَبَّذا ناسُ تِلكَ الدارِ مِن ناسِ

إِن أَوحَشُوني فَما أَنسى بِقُربِهِم

أُنسي فَأَمزِجَ إِيحاشي بِإِيناسي

يا صاحِبيَّ أَبَرقٌ لاحَ مُبتَسِماً

مِن دُونِ تَيماءَ أَم مِشكاةُ نِبراسِ

أَم نَحنُ لَمّا جَعَلنا قَصدَنا حَلَباً

بَدَا لَنا النُورُ مِن وَجهِ ابنِ مِرداسِ

مُتَوَّجٌ مِن بَني الشَدّادِ قَد جُمِعَت

فِيهِ المَحامِدُ مِن جُودٍ وَمِن باسِ

مَن فَتَّشَ الناسَ مِن بَدوٍ وَمِن حَضَرٍ

لَم يَلقَ مِثلَ أَبي العُلوانِ في الناسِ

مُرَدَّدٌ في أُصُولٍ غَيرِ ذاوِيَةٍ

مِنَ النَدى بَينَ مِرداسٍ وَمَيّاسِ

مازلتُ أُفرِغُ في أَوصافِهِ هِمَمي

دَهراً وَأُتعِبُ أَقلامي وَقِرطاسي

حَتّى أَخَذتُ أَماناً مِن مَكارِمِهِ

أَن لا يُقَلقِلَ في الآفاقِ أَفراسي

يَشِتُّ وَفرِي وَلي مِن وَفرِ راحَتِهِ

وَفرٌ وَأَعرى وَلي مِن فَضلِهِ كاسي

قَسا عَلَيَّ زَماني فَاستَجَرتُ بِهِ

فَباتَ لي غَيرَ قاسٍ قَلبُهُ القاسي

يا مَن مَكارِمُهُ اللّاتي عُرِفتُ بِها

مَكارِمٌ أَنبَتَت شَعرِي عَلى راسي

جَميلُ فِعلِكَ فخري في بَني زَمَني

وَحُسنُ وَصفِكَ فَخري بَينَ جُلّاسِي

وَطِيبُ ذِكرِكَ لا يَنفَكُّ عَن خَلَدِي

كَأَنَّ ذِكرَكَ مقرُونٌ بِأَنفاسي