وليلة غابت بها النحوس

وَلَيلَةٍ غابَت بِها النُحُوسُ

وَدارَتِ الأَكوابُ وَالكُؤُوسُ

كَأَنَّها ما تَعبُدُ المَجُوسُ

عَقلُ الفَتى الثَبتِ بِها مَخلُوسُ

كَأَنَّهُ مِن فَرَجٍ مَمسُوسُ

وَمَنزِلٌ مُستَوطَنٌ مَأنُوسُ

نُودِمَ فيهِ المَلِكُ المَحرُوسُ

في جَنَّةٍ زَهَت بِها الغُرُوسُ

أَغصانُها مُونِقَةٌ تَمِيسُ

كَأَنَّها حينَ تَمِيسُ العِيسُ

رَنَّحَها التَهجِيرُ وَالتَغلِيسُ

إِلى فَتىً بَعضُ عِداهُ الكَيسُ

قَد مُزِجَت بِحُبِّهِ النُفوسُ

أَثنى عَلَيهِ الطائِرُ المَحبُوسُ

وَاختالَ في دَوحَتِهِ الطاوُوسُ

طالِعَةً في رِيشِهِ الشُمُوسُ

يا مَلِكاً حاسِدُهُ مَتعُوس

وَضِدُّهُ تَحتَ الثَرى مَرمُوسُ

إِنعَم وَلَذَّ لا عَراكَ بُوسُ

وَلا دَنَت مِن سَعدِكَ النُحُوسُ

فَأَنتَ غَرسُ الكَرَمِ المَغرُوسُ

أَقَرَّتِ الأَقلامُ وَالطُرُوسُ

بِأَنَّكَ الرَئِيسُ لا المَرؤُوسُ