يا من ملوك الدنيا له تبع

يا مَن مُلُوكُ الدُنيا لَهُ تَبَعُ

مِثلَكَ ما أَبصَرُوا وَما سَمِعُوا

سَخَوتَ حَتّى الغَمامُ مُفتَضَحٌ

وَطُلتَ حَتّى السِماكُ مُتَّضِعُ

مَناقِبٌ تَزحَمُ الكَواكِبَ لا العَي

يُوقُ نِدٌّ لَها وَلا بُلَعُ

قَصَّرَ عَنهُنَّ قَيصَرٌ وَغَدَت

وَتُبَّعٌ في النَدى لَها تَبَعُ

وَنُصبَ عَينيَّ ماجِدٌ فطنٌ

لا طائِشٌ لُبُّهُ وَلا هَلِعُ

شِيمَتُهُ الجُودُ وَالنَدى وَسَجا

ياهُ التُقى وَالعَفافُ وَالوَرَعُ

مُطَهَّرُ الخِيمِ وَالأَرُومَةِ لا عَي

بٌ وَلا وَصمَةٌ وَلا طَمَعُ

كَالماءِ في أَبيَضِ الصَبِيرِ إِذا اس

تَوسَقَ لا زِبرِجُ وَلا قَزَعُ

مِن مَعشَرٍ أَشرَقَت وُجُوهُهُمُ

كَأَنَّها بَعدَ مَوهِنٍ شَمَعُ

يَأتَلِفُ الخَيرُ كُلَّما اِئتَلَفُوا

وَيُجمَعُ الفَضلُ كُلَّما اِجتَمَعُوا

قَومٌ إِذا حارَبُوا فَقَد حَرَبُوا

وَإِن هُمُو سالَموا فَقَد نَفَعُوا

إِن أَفضَلوا أَوسَعُوا وَإِن حَمَلوا

سَرُّوا وَإِن تَستَسِرهُمُ وَسِعُوا

وَآلُ مرداسَ مَعشَرٌ نُجُبُ

عَلى جَميلِ الفَعالِ قَد طُبِعُوا

قالوا فَما أَخلَفُوا مَقالَهُمُ

وَواصَلُوا بِالنَدى فَما قَطَعُوا

إِن سُئِلوا أَفضَلُوا كَما أَلِفوا

وَإِن يُنادَوا لِحادِثٍ سَمِعُوا

يا أَكرَمَ الناسِ إِن هُمُو كَرُمُوا

وَأَشجَعَ الناسِ إِن هُمُو شَجُعُوا

شَرَّفتَ قَوماً جَلَستَ بَينَهُمُو

لا عَدِمُوا مِن نَداكَ ما شَرَعُوا

لا عَدِمَت بِرَّكَ الجَميلَ وَلا

مَعرُوفَكَ الأَقرِباءُ وَالشِيَعُ

فَإِنَّما أَنتَ عِصمَةٌ لَهُمُ

وَمَنجَعٌ صادِقٌ إِذا اِنتَجَعُوا

لا يَضَعُ الناسُ ما رَفَعتَ وَلا

يَرفَعُ خَلقٌ مَكانَ ما تَضَعُ