بشرى بإسفار صباح النجاح

بُشرَى بإسفارِ صَباحِ النّجاح

عَن صَفْحَةِ الصّفحِ وَخَفضِ الجَناح

قَدْ آذَنَ المَنُّ بِحَوْزِ المُنى

وَأَعْلَنَ الكَدْحُ بِفَوْزِ القِداح

هَذا افتِتاحُ الصَومِ مُسْتَقبَلاً

عَن اختِتام بِالرّضى وافتِتاح

إنَّ الإمامَ الهاديَ المُرتَضَى

أكّدَ بالعَطْفِ شُرُوطَ السّماح

لِينُ السّجايا عاطِراتٍ كَما

هَزّ الرّياحينَ هُبوبُ الرّياح

وَحُسْنُ إِسْجاحٍ يَليهِ النّدَى

لِذَا انِفِتاحٌ ولِذاَك انفِساح

لَوْ جُبِل الدّهْرُ عَلى حِلْمِهِ

لَم يَكُ مِنْه للنُفوسِ اكْتِساح

عَفْواً إمامَ الحَقِّ عَن خاطِئ

أسْرَفَ للغاياتِ مِنه طِماح

قَدْ راضَهُ بالكَبْحِ تأديبُه

وَلَمْ يُجَاهِرْ عامِداً بالجِماح

أذْنَبَ لَكِنْ تَابَ مِنْ فَوْرِه

وفي قَبُولِ التّوبِ رَفْعُ الجُناح

حَسْبِيَ شَفيعاً لك في هَفْوَتي

حُبّ ونُصْحٌ وثَنَاءٌ صُراح

بَرَحَ بِي الشّوْقُ إلَى حَضْرَةٍ

لَيسَ لِمَنْ وُفِّقَ عَنْها بَراح

وَهِمْتُ فيها بِاقْتِرابٍ فَلَمْ

تُثْمِرْ لِيَ الأقْدَارُ غَيْر انتِزاح

لا زِلْتَ والزّلاتُ شَأنُ الوَرَى

تَهْتَزُّ للصَّفْحِ اهْتِزازَ الصِّفَاح