تلك الجزيرة أقبلت تنويها

تِلكَ الجَزيرَةُ أَقْبلَتْ تَنْوِيهَا

سُحبٌ تَنَالُ بِسَقْيِها تَنْوِيها

فِي البَحْرِ لَمْ تَبْرَحْ فَمَا جَدْوَى الحَيا

وَالبَحْرُ يُبْعَث بِالسحائِبِ فِيها

فَخْراً لَهَا بِرِئاسَةٍ حَكَمِيَّةٍ

تَنْمِيهِ لِلْعَلياءِ أَو يَنْمِيها

ألِفَتْ أَبا عُثمانِها ذا سيرَةٍ

عُمرِيَّةٍ تُولِيهِ مَا يُولِيها

فَتأَلَّفَتْه وَأزْلَفَتْه مُجَاهِداً

يَسْمُو لِكُلِّ رَمِيَّةٍ يُصْمِيها

نَدْبٌ إِلَى الخَيْرَاتِ مُنْتَدِب فَلَنْ

تَصْفُو الدِّيانَة بَعض مَا يُصْفِيها

ذات الإِلَهِ بِها عَلاقَةُ ذاتِهِ

تَعْلُو مظَاهرةً لِمَن يُعْلِيها

فَكَّ الرقابَ صَنائِعا مذْ قامَ لَمْ

يَنْفَكَّ يأْنِيها كَمَا يُؤنِيها

وَلَقَدْ كَسَا حَتَّى الصحَائِف جدَّةً

مِن جُودِهِ وَأَفادَها تَنبِيها

صدرَت وَقَدْ وَرَدت عَلَى مَعْنِ الهُدَى

فَتَكسبَتْ فِي حَالَتَيْها تِيها

لا زالَ ثَغْرُ سدهِ يَزْهَى بِهِ

ويعزُ عِزة مِن حماه شَبِيها

لَمْ آلُ مَدْحاً له وَخِلالِهِ

لَكِنْ عَجَزْتُ رَوِيةً وَبَدِيها

أزْرَى بِقَولِي فِي قُرَيش قَوْلُهُ

يا طُولُ فَخْر قضَاعَة بِأَخِيها