جدد لنيتك القصية نية

جدّد لنيّتك القصيّة نيّةً

فكأن بمحتوم الردى قد كانا

وانظر لنفسك راشداً أودع فكم

تربٍ إلى الترب استقلّ وبانا

بالموت ينتَبِهُ الفتى من غفلةٍ

صحبتهُ طول حياته وسنانا

يا بؤسَ للدنيا الدنية ضرّجَت

بدمائه مستبسلاً وجبانا

لو أنّ صرعى ليلها ونهارها

حسبوا لفاتوا العدّ والحسبانا

بين اضطراب واضطرامٍ كلّ من

يرجو مكاناً ساكنا وزمانا

لا تأمنِ الأيّام واخش صروفها

فلرُبّ عزّ صيّرَته هوانا

وعلى خلائقها الخلائق ركبوا

أو ما ترى أوفاهم خوّانا

كم ضامنٍ لك منهم إخلاصهُ

فإذا استحالت يستحيلُ ضمانا

بأبي بصيرٌ بالزمان وأهله

قطعَ الأنام وواصلَ الرحمانا

ما راهن الزهاد إلّا فاتهُم

سبقاً وأحرزَ كيف شاء رهانا

أخلق به والناس يوم العرض

من خوف سكارى أن يفيق أمانا