عرى الأعمار يعلوها انفصام

عرى الأعمار يعلوها انفصامُ

وأمر اللّه ما منه اعتصامُ

سواءٌ في الثرى ملكٌ وعبدٌ

ثوى النعمانُ حيث ثوى عصام

أعدّ لموقف العرض احتجاجا

لعلّك ليس يقطعُك الخصام

ولا يعظم سوى التفريط خطبٌ

عليك فإنّهُ الخطب العظام

أبن لي هل تبارزُ أم تولّى

إذا شركَت بك الحرب العقام

ولم تعرِف وقد فجىءَ انتقالٌ

أغفرٌ للذنوبِ أم انتقامُ

بوقّ من السافر على اغترارٍ

فليس لساكني الدنيا مقامُ

وإنّ الموتَ للأتقى شفاءٌ

كما أنّ الحياة له سقامُ

حذار حذار إنّك في بحارٍ

من الدنيا طمت فلها التطامُ

وتعلمُ أنّها تردي يقيناً

ومنّا في غواربِها اقتحامُ

وإنّ من العجائب أن أمرّت

مواردُها وإن كثُرَ الزحامُ