ويح ابن آدم غرته سلامته

ويح ابن آدم غرّتهُ سلامَتُه

فبات يغرى بإعراس وتعريس

كأنّ رحلته يوما ومأتمَهُ

لا يأتيان بتوريد وتوريس

يبلى بكرّ الجديدين القشيب كما

ينهَدُّ ما كان مرصوصا بتأسيس

والدهر ليس بناجٍ من حبالَتِهِ

صعوٌ بوكرٍ ولا ليثٌ بعِرّيس

تطاولَ الناسُ في البنيان يا عجبا

أما تقاصَر قدما عرش بلقيس

إنّ الصعاب وإن أعيت رياضتُها

من المنايا لتدويخٍ وتخييسِ

هذي قسيّ الليالي غيرُ صائنةٍ

سهامها عن أخي حبو وتقريس

من استضاء بنور الحقّ مهتدياً

لم يخش ظلمة إبطالٍ وتلبيس

لا بدّ من وحدة في الرمس موحشةٍ

إن لم تقدم لها أعمال تأنيس

فانظر لنفسك ما أنظرت مزدلفاً

للّه تحظ وتنفيس