عسى من بلانا بالبعاد يجود

عسى من بلانا بالبعاد يجود

وعلى لييلات اللقاء تعود

وتسعد بعد البعد بالوصل غادة

موردة هيفا القوام خرود

وتبرد حراً بالفؤاد ولوعة

لها تحت أحناء الضلوع وقود

خليلي دمعي فوق خدي شاهد

على بوجد في الفؤاد عتيد

وكم رمت أن أخفى هوى ظبية الحمى

فلم أستطع واللائحات شهود

نحول وحزن واصفرار ولوعة

وسهد طويل والأنام رقود

فلم يبق لي في كتمه الآن مطمع

وإن ظلموني عذل وحسود

أقاسي شجوناً لو يقاسون مثلها

لضاق عليهم بالكروب وجود

يقولون ماشاءوا فحسبي وحسبهم

إله عظيم عالم وشهيد

ألم تر أن الضر يا سعد مسنى

وقد كدت من فرط الضناء أبيد

فإن كنت مني والرفيق مساعد

بعين وفي مس الخطوب يفيد

فبادر وسرعني وخذ لي رسالة

إلى من ثوى في القلب وهو بعيد

تبلغها في عبرة ومدامع

وعندك ود صادق وأكيد

وقل لحبيب القلب ذاك الذي أنا

يحبي له بين الأنام سعيد

عبيدك يا مولاي أدركه إنه

وحيد فريد والزمان شديد

وقد ذهبت أيامه وتنكرت

عليه أمور فاظطربن عهود

ولم يبق إلى ما يرجيه منكم

فمنوا وجودوا يا كرام وغودوا