ما بال جيراننا بالبان

ما بال جيراننا بالبان

مالوا عن الود والحب

وصبروا حظنا الهجران

منهم وما ثم من ذنب

أصبحت من بعدهم ولهان

متيم الجسم والقلب

تجري دموعي على الأوجان

كأنها ما طر السحب

يا سعد ما كان في ظني

أن الأحبة والجيران

بعد اللقا يعرضوا عني

ويتركوني كذا حيران

فقل لهم يا أخا اليمن

أين المواثيق والأيمان

وأين عهد لنا قد كان

بالسفح من جانب الشعب

سقيا لأيامنا اللاتي

مرت لنا بالحمى المأنوس

كانت بها كل لذاتي

في عالم الروح والمحسوس

لولا الترجي لما يأتي

من نفحة الملك القدوس

لمزقت قلبي الأحزان

وذبت من شدة الكرب

عش بالرجا والأمل يا صاح

وحسن الظن بالمعبود

وروح وقتك بالأرواح

فإنه الأصل والمقصود

ولا تعزل على الجثمان

وإنما هو للترب

فهل ترى يسعد الدهر

من بعد التفرق والبين

من قبل أن ينقضي العمر

بملتقى قرة العين

ويدنو الركن والحجر

من منتهى الحسن والزين

وبالمعروف من نعمان

مواقف الفوز والقرب