وكم محنة كابدتها وبلية

وكم محنة كابدتها وبلية

إلى أن أتانا الله بالفتح والنصر

صبرت لها حتى انقضى وقتها الذي

به أقتت في سابق العلم والذكر

ولول أنني بادرتها حين تنقضي

بما تقتضيه النفس في حلة العشر

من الجزع المذموم والغم والأسى

لكنت قد استجلبت ضراً إلى ضري

وما جزع الإنسان في حالة البلا

سوى تعب في الحال يذهب بالأجر

إذا ما ابتلاك اللَهُ فالصبر حقه

عليك وإن أولاك فالحق في الشكر

ومن عرف الدنيا تحقق أنها

بلا مرية مستوطن البؤس والشر

فلا بد للإنسان طول حياته

وما دام فيها من ملازمة الصبر

فطوبى لعبد قد تجافى نعيمها

وآثر داراً خيرها أبداً يجري

هي الجنة الخلد التي طاب نزلها

لقوم أطاعوا اللَه في السر والجهر

رجال كرام اللَه واستمسكوا به

وبالسنة الغراء والأنجم الزهر

هداة الورى طوبى لعبد رآهم

وجالسهم لو مرة منه في العمر