يا راحلا إن جئت وادي المنحنى

يا راحلاً إن جئت وادي المنحنى

فاحطط به وانزل على كنز الغنى

وارع الزمام لجيرة حلوا به

وانشد فؤاداً ضاع في ذاك الفنا

واقر السلام أهليه عني وصف

ما حل بي بعد البعاد من الضنا

واستعطف الأحباب كيما يعطفوا

فهم هم أهل المكارم والثنا

واسألهم باللَه أن لا يقطعوا

حبل المحب المستهام وإن جنى

قل يا كرام الحي هل من زورة

أو عودة لمريض هاجر قد حنا

لم يبق هذا الهجر من فضلاته

إلا إهاباً فوقَ عظم قد رنا

يا عرب نجدكم تطيلون الجفا

لمتيم حشيت جوانحه عنا

كلفا بكم وتعشقا لجمالكم

وتطلبا لوصالكم أقصى المنى

إني لأرثي من بلى ببعادكم

مثلي وأغبط من إليكم قد دنا

وارى الحياة إذا خلت عن وصلكم

إن الممات أسر منها والفنا

من لي وهل لي أن أراكم سادتي

فضلاً وإلا من أكون ومن أنا

أنتم مرادي لا أبالي بعد ما

ترضوا على بمن أحب ومن شنا

بودادكم تحيا القلوب وحبكم

نور السرائر خير شيءٍ يقتني

وبقربكم ووصالكم تتنعم ال

لأرواح في روض المسرة والهنا

في مقعد الصدق الذي قد أشرقت

أنواره بالعند يا لك من سنا

والمتقون رجاله وحضوره

يا رب فالحقنا بهم يا ربنا