يا صاح قلبي ما سلا ولا طاب

يا صاح قلبي ما سلا ولا طاب

من بعد ما فارق ربوع الأحباب

وحل بين البادية والأجناب

والبعد عن ألافه والأصحاب

رعى اللَه أوقات الوصال يا صاح

أيام كنا في سرور وأفراح

نسقي بكاسات الهنا من الرواح

ما نختشي من الوصب والأنصاب

يا سعد سربي نحو ربع حبي

فالشوق قد قطع نياط قلبي

فليس يبرد حر نار كربي

إلا نزولي بين تلك الأطناب

اللَه جاري من جفاء الحبايب

إنه مصيبة دونها المصايب

فهل ترى تصفو لنا المشارب

من بعد طول البعد والتغراب

أرجو إلهي ذا الكرم والأفضال

يفتح علي قلب سنى الأحوال

بما منح أوتادها والأبدال

وأغوائها وأفرادها والأقطاب

أولئك الأقوام هم مرادي

ومطلبي من جملة العباد

وحبهم قد حل في فؤادي

أهل المعارف والصاف والآداب

المخلصون الصادقون الأبرار

الطيبون الطاهرون الأخيار

العارفون الذائقون الأحرار

الكل منهم مخبت وأواب

يا اللَه بذرة من محبة الله

أفني بها عن كل ما سوى اللَه

ولا أرب من بعدها سوى اللَه

الواحد المعبود درب الأرباب

فما أرجى اليوم كشف كربه

إلا أن صاف لي مشرب المحبة

ونلت من ربي رضا وقربه

يكون فيها قطع كل الأسباب

على بساط العلم والعباده

والغيب عندي صار كالشهاده

هذا لعمري منتهى السعاده

سبحان ربي من رجاه ما خاب

يا طالب التحقيق قم وبادر

وانهض على ساق الهمم وخاطر

واصبرا علي قمع الهوى وصابر

واصدق ولا تبرح ملازم الباب

واعلم بأن الخير كله أجمع

ضمن اتباعك للنبي المشفع

صلى عليه اللَه ما تشعشع

فجرو ما سالت سيول الأشعاب