يلومونني واللوم ما أنا تاركه

يَلومونَني وَاللَومُ ما أَنا تارِكُه

مُوالاةَ حِزبٍ أَصبَحَ الشَكُّ ما لِكُه

غَريقٌ بِبَحرِ الجَهلِ مُشفٍ عَلى الرَدى

مَطالِبُهُ تَحتَ الثَرى وَمَدارِكُه

أَرى الحَقَّ بَينَ الناسِ قَد ظَلَّ خافِياً

وَقَد دَرَسَت أَعلامُهُ وَمَسالِكُه

أَرى مَربَعُ الأَحبابش قَد صارَ خاوِياً

وَفارَقَهُ فُرسانُهُ وَعَواتِكُه

فَلِلَهِ ما هَذا الَّذي قَد لَقيتُهُ

مَعَرَّةَ دَهرٍ وَطأَتي سَنابِكُه

أُنادي قَريباً قَد سَبَّتهُ حُظوظُهُ

وَأَدعو بَعيداً أَسَرَتهُ مَهالِكُه

فَهَذا غَريقٌ وَالأَخيرِ مُثبِطٌ

وَأَيُّهُما تَختارُهُ وَتُماسِكُه

وَما أَنا بِالمُختالِ زَهواً لِنَفسِه

وَلَكِنّي أَهوى الجَميلَ وَسالِكَه

أَحِنُّ إِلى العَلياءِ وَقَد حالَ دونَها

فَوارِسُ سُلطانِ الهَوى وَفَواتِكُه

وَمَن يَبتَغي الأَمرَ النَفيسَ بِنَفسِهِ

يُخاطِرُ دونَ المُلكِ تَلَقّى مَعارِكَه

هَلُمّوا أَلُمّوا عُصبَةَ هاشِمِيَّةٍ

لِنُصرَةِ دينِ اللَهِ رَغماً لِآفِكِه

وَقوموا بِعَونِ اللَهِ قَومَةَ واحِدٍ

لِهَتكِ حِجابِ باءٍ بِالفَوزِ هاتِكِه

لَقَد آنَ صُبحُ العَدلِ يَنشَقُّ فَجرُهُ

وَقَد حانَ لَيلُ الجورِ يَنزاحُ حالِكُه

بِطَلعَةِ اِبنِ المُصطَفى عَلَّمَ الهُدى

حَليفَ التُقى خَيرَ الأَنامِ وَناسِكُه

مُحَمَّدُ المَهدِيِّ خَليفَةُ رَبَّنا

إِمامُ الهُدى بِالقِسطِ قامَت مُمالِكَه

كَأَنّي بِهِ بَينَ المَقامِ وَرُكِنها

يُبايِعُهُ مِن كُلِّ حِزبٍ مُبارِكُه

بَهِ يَنعَشُ الرَحمَنُ مِلَّةَ جَدِّهِ

وَيَحيى بِهِ دينِ الهُدى وَمَناسِكُه