ألا حييا الأطلال بالجرع العفر

أَلاَ حَيِّيا الأطلالَ بالجَرعِ العُفرِ

سَقاهُنَّ رِيّاً صَوبُ ذِى نَضَدٍ غَمرِ

مُسيلُ الرُّيا واهِى الكُلَى سَبِطُ الذُّرا

أَهلّةُ نَضّاخِ النّدَى سابِغ القَطرِ

وَإِن كُنَّ قد هَيَّجنَ شوقَي بَعدَمَا

تَدَاوَيتُ مِن حُبّى أُمَيمَةَ بالهَجرِ

اُمَيمُ لَقَد طالَ التَّنائِى وَإِنّما

أُدَارِى النَّوَى عن نَقضِ مِرّاتشها الشَّزرِ

ألاَ يا خَليلىَّ اتبعانى لِتُؤجَرا

ولَن تَكسِبا خَيراً مِنَ الحَمدِ والأجرِ

فقالا اتَّقِ اللهَ العَلِىَّ فإِنَّما

تُصَلّيكَ أَسبَابُ الهَوى وَهَجَ الجَمرِ

فقلتُ أطيعانى فليسَ عليكما

حِسابى إِذا لاَقَيتُ ربّى ولاوِزرِى

عَلىَّ الَّذِى أَجنى وليسَ عليكما

وربّىَ أَولى بالتَّجَاوُزِ وَالغَفرِ

أَتُحرِقُنى يا رَبَّ إِن عُجتُ عَوجَةً

عَلَى رَخصَةِ الأطرافِ طَيِّبةِ النَّشرِ

ضِناكِ مَلاثِ المِرطِ مَمكورةِ الحَشا

بَعِيدَةِ مَهوَى القُرطِ مَهضومَةِ الخَصر

وَأنذُرُ للرَّحمنِ مَا دُمتِ أَيِّماً

وَهَل أنتَ يا رَبَّ العُلاَ مُوجِبٌ نَذرِى

صِياماً وَحَجّاً ثُمَّ بُدناً أقودُها

أُوَافي بها يومَ الذَّبائحِ والنَّحرِ