أمنك أميم الدار غيرها البلى

أَمِنكِ أُمِيمُ الدّارُ غَيَّرَها البِلى

وَهَيفٌ بِجَولاَنِ التُّرَابِ لَعُوبُ

بَسَابِسُ لَم يُصبِح وَلَم يُمسِ ثاوِياً

بِها بَعدَ جِدِّ البَينِ مِنكِ عَرِيبُ

سِوَى عَازفاتٍ يَنتَحِبنَ معَ الصَّدَى

كَما رَجَّعَت جُوفٌ لهُنَّ ثُقُوبُ

ظَلِلتُ بها أُذرِى الدُّمُوعَ كَما صَرَى

بِغَر بَينِ مِن خَرزِ العَراقِ شَعِيبُ

دِيارُ الّتى هاجَرتُ عَصراً ولِلهَوَى

بلُبِّى إِلَيها قائدٌ ومُهِيبُ

أَذُودُ ارتداعُ الوُدِّ لا خَشيةَ الرّدَى

صَدَى هامَتِى عَمّا إِلَيهِ تَلُوبُ

لِيَغلِبَ حُبِّها عَزائى وَإِنَّنِي

لِصَبرِى إِذا غالَبتُهُ لَغَلُوبُ

وَتَسلَمَ مِن قَولِ الوُشاةِ وإِنَّنِى

لَهُم حِينَ يَغتَابُونَها لَذَبُوبُ

أُمَيمَ لِقَلبِي مِن هَوَاكِ ضَمانَةٌ

وَأَنتِ لَها لَو تَعلَمِينَ طَبيبُ

أُمَيمَ لَقَد عَنَّيتِنى وَأَرَيتِنِى

بَدَائعَ أَخلاَقٍ لهُنَّ ضُرُوبُ

فَارتَاحُ أَحياناً وَحِيناً كأَنَّمَا

عَلَى كَبِدِى ماضِى الشَّباةِ ذَرِيبُ

فَقُلتُ خَيَالٌ مِن أُمَيمَةَ هَاجَنى

وَذُو الشَّوقِ للطَّيفِ المُلِمِّ طَرُوبُ

فَقالُوا تَجَلَّد إِنَّ ذَاكَ عَرَامَةٌ

وَمَا فِى البُكا لِلوَاجِدينَ نَصِيبُ

وَمَا مَاءُ مُزنٍ فى حُجَيلاَءَ دُونَها

مَنَاكِبُ مِن ثُمِّ الذُّرَا وَلُهُوبُ

صَفَا فِى ظِلاَلٍ بَارِد وَتَطَلَّعَت

بِهِ فُرُطٌ يَقتَادُهُنَّ جَنُوبُ

مُعَسكَرُ دَلاّحٍ مَرَت وَدَقَاتِهِ

صَباً بَعدَ مَا هَبَّت لَهُنَّ جَنُوبُ

بِأَطيبَ مِن فِيها مَذَاقاً وإِنَّى

بِشَيمِى إذا أَبصَرتُهُ لَطَبِيبُ

هَنِيئاً لِعُودِ الضَّروِ شَهدٌ يَنالُهُ

عَلَى خَصِراتٍ رِيقُهنَّ عَذُوبُ

وَمَنصِبُها حَمشٌ أَحَمُّ يَزِينُهُ

عَوارضُ فِيها شُنبَةٌ وغُرُوبُ

بما قَد تَسَقَّى مِن سُلافٍ وَضَمَّهُ

بَنانٌ كَهُدّابِ الدِّقسِ خَضِيبُ

أُحِبُّ هُبوطَ الوادِيَينِ وإِنَّنى

لَمُستَهتَرٌ بِالوادِيَينِ غَرِيبُ

وقالت أما واللهِ لَولاَ اشتِهارُكُم

وَجَنيِ عليكَ الذَّنبَ حِينَ تَغِيبُ

لَمَا شَمِلَ الأَحشاءُ مِنكَ عَلاقَةً

ولا زُرتَنا إِلاّ وأَنتَ تَطِيبُ

أَحقّاً عِبادَ اللهِ أَن لَستُ صادِراً

وَلا وارداً إِلاَّ عَلَىَّ رَقِيبُ

ولا ناظراً إِلاّ وَطَرفِىَ دُونَهُ

بَعيدُ المَراقِى فِى السَّماءِ مَهِيبُ

وَلاَ مَاشِياً وَحدِى وَلاَ فِى جَمَاعةٍ

مِنَ النَّاسِ إِلاّ قِيلَ أنتَ مُرِيبُ

وهَل رِيبةٌ فِى أَن تَحِنَّ نَجِيبةٌ

إِلَى إِلفِهَا أَو أَن يَحِنَّ نَجِيبُ

لَكِ اللهُ إِنّى وَاصِلٌ ما وَصَلتِنِى

وَمُثنٍ بمَا أَولَيتنِى وَمثِيبُ

وآخُذُ ما اَعطَيتِ عَفواً وَإِنَّنِى

لأَزوَرُ عَمَا تَكرَهِينَ هَيُوبُ

فَلاَ تَترُكِي نَفسِي شَعَاعاً فإِنَّها

مِنَ الوَجدِ قَد كادَت عَلَيكِ تَذُوبُ

أُحِبُّكِ أَطرَافَ النَّهَارِ بَشَاشَةً

وَفِى اللَّيلِ يَدعُونِى الهَوَى فَأجِيبُ

وَلَمَّا رأَيتُ الهَجرَ أَبقَى مَوَدَّةً

وَطَارَت لأَضغَانٍ عَلَىَّ قُلُوبُ

هَجَرتُ اجِتنَاباً غَيرَ بِغضِ وَلاَقِلىً

اُمَيمَةُ مَهجُورٌ إِليَّ حَبِيبُ

وَنُبِّئتُهَا قَالَت وَبَينِي وَبَينَهَا

مَهَامِهُ غُبرٌ ما بِهِنَّ غَرِيبُ

عَذرتُكَ مِن هَذَا الَّذِى مَرّ لَم يَعُج

عَلَينا فَيجزِينَا وَنَحنُ قَرِيبُ

فَقُلتُ لهُ لاَ تَألُ هَلاَّ عَذَرتَنِى

إِلَيهَا فَقَد حَلَّت عَلَىَّ ذُنُوبُ

أُمَيمُ أَهُونٌ بى عَلَيكِ وَقَد بَدَا

بِجِسمىَ مَمَّا تَزدَرينَ شُحُوبُ

فَقالَ لَهَا يَا أَملَحَ النّاسِ رَاكِبٌ

بِهِ شَعَثٌ بَادٍ بِهِ وَشُحُوبُ

صُدُوداً وإعرَاضاً كأنّىً مُذنِبٌ

وَمَا كانَ لِي إِلاّ هَوَاكِ ذُنُوبُ

لَعَمرِى لَئِن أَولَيتِنى مِنكِ جَفوَةً

وَشَبَّ هَوَى قَلبِى إِلَيكِ شَبُوبُ

وَطَاوَعتِ بى قوماً عِدَىً أن تَظاهَرُوا

عَلَىَّ بقَولِ السُّوءِ حِينَ أَغِيبُ

لَبِئسَ إِذَن عَونُ الخَلِيلِ أَعَنتِني

عَلَى نَائِبَاتِ الدَّهرِ حِينَ تَنُوبُ

فإِن لَم تَرَى مِنّى عَليكِ فَتَحمَدِى

وَفِى اللهِ قَاضٍ بَينَنَا وَحَسِيبُ

ذِمَاماً إِذا طَاوعتِ بى قَولَ كاشِحٍ

مِنَ الغَيظِ يَفرِى كِذبَهُ وَيَعِيبُ

وإِنّى لأَستَحِييكِ حَتّى كأَنَّمَا

عَلَىَّ بِظَهرِ الغَيبِ مِنكِ رَقِيبُ

حِذَارَ القِلَى وَالصَّرمِ مِنكِ فَإنَّنى

عَلَى العَهدِ مَادَاومَتِنى لَصَلِيبُ

فَيَا حَسَرَاتِ النَّفسِ مِن غُربَةِ الهَوَى

إِذَا اقتَسَمَتنَا نِيّةٌ وَشَعُوبُ

وَمِن خَطَرَاتٍ تَعتَرِينِى وَزَفرَةٍ

لَها بَينَ لَحمِى وَالعِظَامِ دَبِيبُ

أَصُدُّ وَبِى مِثلُ الجُنُونِ مِنَ الهَوَى

وَأَهجُرُ لَيلَى العَصرَ ثُمَّ أُنِيبُ

إِذا أَكثَرَ الكُرهَ المُحَبُّ وَلَم يَكُن

لَهُ عِلَلٌ كادَ المُحَبُّ يَريبُ

وَقَد جَعَلَت رَيّا الجَنُوبِ إِذَا جَرَت

عَلَى طِيبِهَا تَندَى لَنَا وَتَطِيبُ

جَنُوبٌ بِرَيّا مِن أُمَيمَةَ تَغتَدِى

حِجَازِيَّةً عُلوِيَّةً وَتَؤُوبُ

تَهِيجُ عَلَىَّ الشَوقَ بَعدَ اندِمالِهِ

يَمَانِيَةٌ عُلوِيَّةٌ وَجَنُوبُ

أَحِنُّ إِلَى الرَّملِ اليَمانِى صَبَابَةً

وَهَذَا لَعَمرِى لَو رَضِيتُ كَثِيبُ

فأَينَ الأَرَاكُ الدَّوحُ وَالسِّدرُ وَالغَضَى

ومُستَخبَرٌ مِمَّن تُحِبُّ قَرِيبُ

وإِنَّ النَّسِيمَ العَذبَ مِن نَحوِ أَرضِهَا

يَجِىءُ مَرِيضاً صَوبُهُ فَيَطِيبُ

وإِنّى لأَرعَى النَّجمَ حَتّى كأَنَّنِى

عَلَى كُلِّ نَجمٍ فِى السَّماءِ رَقِيبُ

وأشتَاقُ لِلبَرقِ اليَمانِى إِذَا غَدَا

وَأَزدَادُ شَوقاً أَن تَهُبَّ جَنُوبُ

وَبالحَقلِ مِن صَنعَاءَ كانَ مَطافُهَأ

كَذُوباً وَأَهوَالُ المَنَامِ كَذُوبُ

أَلَمَّت وَايدِى النَّجمِ خُوصٌ عَلَى الشَّفَا

وَقَد كانَ مِن سُلاّفِهنَّ غُرُوبُ

وَرَيدَةُ ذَاتِ الحَقلِ بَينِى وَبَينَهَأ

سَرَى لَيلةً سَارٍ إِلىَّ حَبِيبُ

فَنَبَّهتُ مِطوَىَّ اللَّذينِ كِلاهُما

يُلَبِّينِ عِندَ المُفظِعاتِ مُجِيبُ

جَفَتهُ الفَوَالِى بَعدَ حِينٍ وَلاَحَهُ

شُموسٌ لأَلوَانِ الرِّجَالِ صَهُوبُ

وَطُولُ احتِضانِ السَّيفِ حَتَّى بِمَنكِبى

أَخادِيدُ مِن آثَارِهِ وَنُدُوبُ

وإرجَافُ جَمعٍ بَعدَ جَمع وَغَابَةٍ

صَبَاحَ مَسَاءَ لِلجَنَانِ رَعُوب

وَقَد جَعَلَ الوَاشُونَ عَمداً لَيَعلَمُوا

أَلِي مِنكِ أَم لاَ ياأُمَيمَ نَصِيبُ

أُمَيمَ انصِبى عَينَيكِ نَحوِى تَبَيَّنِى

بِجِسمِىَ مِمَّا تَفعَلِينَ شُحُوبُ

أَذَاهِبةٌ نَبلِى شَعاعاً وَلَم يَكن

لَها مِن ظِباءِ الوَادِيَينِ نَصِيبُ

فإِنَّ الكثِيبَ الفَردَ مِن جَانِبِ الحِمَى

إِلىَّ وَإِن لَم آتِهِ لَحَبِيبُ

وَإِنّى عَلَى رَغمِ العُدَاةِ بِأَنقُعٍ

شِفَاءً لِحَومَاتِ الصَّدَى لَشَرُوبُ

عَلُولٌ بها مِنهَا نَهُولٌ وَإنَّنِى

بِنَفسِىَ عَن مَطرُوقِهَا لَرغُوبُ

مَجِيبٌ لِدَاعٍ مِن أُمَيمَةَ إِن دَعَا

سِوَاهَا بِقَولِ السَّائِلينَ ذَهُوبُ

تَلِجّينَ حَتّى يُزرِىَ الهَجرُ بالهَوَى

وحَتّى تَكادَ النَّفسُ عَنكِ تَطِيبُ

يَحُمنَ حِيامَ الهِيمِ لَم تَلقَ شَافِياً

أََثَابَ النُّفُوسَ الحائماتِ مُثِيبُ

وَلَو أَنَّ ما بى بالحَصَى قَلِقَ الحَصَى

وَبالرّيحِ لم يُسمَع لَهُنَّ هُبُوبُ

وَلَو أَنّنِى أَستَغفِرُ اللهَ كُلَّمَا

ذَكَرتُكِ لَم تُكتَب عَلَىَّ ذُنُوبُ

أَمُستَكبَرٌ مَمشَاىَ إِن جِئتُ زَائراً

إِلَيكُم وَمَعقُودٌ عَلَىَّ ذُنوبُ

دَعُونِى أَرِد حِسىَ ابنِ زَيدٍ فإِنَّهُ

هُوَ العَذبُ يَحلَو لِى لَنَا وَيَطِيبُ

أُمَيمَ احذَرِى نَقضَ القُوَى لاَ يَزَل لَنَا

عَلى النَّاىِ والهِجرَانِ مِنكِ نَصِيبُ

وَكُونِى عَلَى الوَاشِينَ لَدّاءَ شَغبةً

كما أَنَا لِلوَاشِى أَلَدُّ شَغُوبُ

أَلاَ يا أُمِيمَ القَلبِ دَامَ لَكِ الغِنَى

فَما ساعَةٌ إِلاّ عَلَىَّ رقِيبُ

أَسِيرٌ صَغِيرٌ أَو كَبِيرٌ مُجَرِّبٌ

اَم آخَر يَرمِى بالظَّنُونِ مُرِيبُ

فَلاَ تَمنَحِينى البُخلِ مِنكِ وتَعجَلِى

عَلَىَّ بِأمرٍ لَم يَكُن بِذُنُوبِ

أَمَا والّذِى يَبلُو السَّرَائرَ كُلَّهَا

فَيَعلَم ما يَبدُو لَه وَيَغِيبُ

لَقَد كُنتِ مِمَّن تَصطَفِى النَّفسُ خُلَّةً

لَهَا دُونَ خُلاّتِ الصَّفاءِ نَصِيبُ

وَلَكن تَجَنَّيتِ الذُّنُوبَ وَمَن يُرِد

يَجُذُّ القُوَى تُقدَر عَلَيهِ ذُنُوبُ

بِنَفسِى وَأَهلِى مَن إِذا عَرَضُوا لَهُ

بِبَعضِ الاََذَى لَم يَدرِ كَيفَ يُجِيبُ

ولم يَعتَذِر عُذرَ البَرىءِ وَلَم يَزَل

بِهِ صَعقَةٌ حتّى يُقالَ مُريبُ

لَقَد ظَلَمُوا ذاتَ الوِشاحِ وَلَم يَكُن

لَنا فى هَوَى ذاتِ الوِشاحِ نَصِيبُ

يَقُولون لا يُمسى الغَرِيبُ بأَرضِنا

وَأيدِى الهَدَايا إِنَّنِى لَغَرِيبُ

غَرِيبٌ دَعَاهُ الشَّوقُ فاقتَادَهُ الهَوَى

كَما قِيدَ عَودٌ بِالزِّمامِ أَدِيبُ

فأَنتِ التى ذَلَّلتِ لِلنَّاسِ صَعبَتِى

وقَرَّبتِ لِى ما لَم يَكُن بِقَرِيبِ

وإن أَسمَعَتنِى دَعوَةً لأَجبُتها

أُلبِّى سُلَيمَى قَبلَ كُلِّ مُجِيبِ

أَلاَ لا أُبالِى ما أجَنَّت صُدُورُهُم

إِذا نَصَحت مِمَّن أَوَدُّ جُيُوبُ

فإن تَحمِلوا حِقدا عَلَىَّ فإِنَّنِى

لَعَذبِ المِياهِ نَحوَكُم لَشَرُوبُ

يُثَابُ ذَوو الأَهواءِ غَيرِى وَلاَ أَرَى

اُمَيمَةٌ مِمَّا قَد لَقِيتُ تُثيِبُ

يَقُولونَ أَقصِر عَن هَوَاها فَقَد وَعَت

ضَغائنَ شُبّانٌ عَلَيكَ وَشِيبُ

أَلَهفِى لِما ضَيَّعتُ وُدِّى وَما هَفا

فُؤادِى لِمَن لَم يَدرِ كَيفَ يُثِيبُ

وإِنَّ طَبِيباً يَشعَبُ القَلبَ بَعدَما

تَصَدَّعَ مِن وَجدٍ بِهَا لَكَذوبُ

رَأيتُ لها ناراً وَبَينِى وَبَينَها

مِنَ العِرضِ أَو وادِى المِياهِ سُهُوبُ

إِذا جِئتُهَا وَهناً مِنَ اللَّيلِ شَبَّهَا

مِنَ المَندَلِىِّ المُستَجَادِ ثَقُوبُ

وَقَد وَعَدَت لَيلَى وَمَنّت وَلَم يَكُن

لِرَاجِى المُنَى مِن وُدِّهِنَّ نَصِيبُ

مُحِبًّا أَكَنَّ الوَجدَ حَتّى كأَنَّهُ

مِنَ الأَهلِ وَالمَالِ التِّلاَدِ تَطِيبُ

أَلاَ لاَ أَرَى وَادِى المِياهِ يُثِيبُ

وَلاَ النَّفسُ عَمَّا لاَ تَنَالُ تَطِيبُ

يَقَرُّ بِعَينِى أَن أَرَى ضَوءَ مُزنَةٍ

يَمانِيةٍ أَو أَن تَهُبَّ جَنُوبُ

فإِن خِفتِ أَلاّ تُحكِمِى مِرَّةَ الهَوَى

فَرُدِّى فُؤَادِى وَالمَزَارُ قَرِيبُ

أَكُن أَحوَذِىَّ الصَّرمِ إِمّا لِخُلَّةٍ

سِوَاكِ وَإِمّا أَرعَوِى فَأتُوبُ

تَبِعتُكِ عَاماً ثُمَّ عَامَينِ بَعدَهُ

كما تَبِعَ المُستَضعَفِينَ جَنِيبُ

فَأبلَستِ إِبلاَسَ الدَّنىءِ وَمَا عَدَت

لكِ النَّفسُ حاجاتٍ وَهُنَّ قَرِيبُ

رَجاةَ نَوالٍ مِن أُمَيمَةَ إِنَّها

إذا وَعَدَتنا نائلاً لَكَذُوبُ

وَقَد قُلتُ يَوماً لاِبنِ عَمروٍ وَقَد عَلَت

فُوَيقَ التَّراقِى أَنفُسٌ وقُلُوبُ

وَأَيدِ الأَعادِى مُشرَعاتٌ فَطَرفُنا

إِلَى طَرفِهِم نَرمِى بِهِ فَنُصِيبُ

تَمَتَّعتُ مِن أَهلِ الكثِيبِ بنَظَرَةٍ

وقَد قِيلَ ما بَعدض الكثِيبِ كَثِيبُ

أَلاَ لَيتَ شِعرِى عَنكِ هَل تَذكُرِينَنِى

فذِكرُكِ فى الدُّنيا إِلىَّ

وَهَل لِي نَصِيبٌ فى فُؤادِكِ ثابتٌ

كَمالكِ عِندِى فى الفُؤادِ نَصِيبُ

فَلَستُ بِمَتروكٍ فَأَشرَبَ شَربَةٌ

ولا النَّفسُ عَمَّا لا تَنالُ تَطِيبُ

رَأيتُ نُفُوساً تُبتَلَى طالَ حَبسُهَا

عَلَى غَيرِ جُرمٍ ما لَهُنَّ ذُنُوبُ

فلا خَيرَ فِى الدُّنيا إِذا أَنتَ لم تَزُر

حَبِيباً وَلَم يَطرَب إِلَيك حَبيبُ

سُقِيتُ دَمَ الحَيّاتِ إِن لُمتُ بَعدَها

مُحِبّاً ولا عَنَّفتُ حِينَ يَحُوبُ

وَإِنَّى لَتَعرُونِى وَقَد نَامَ صُحبَتِى

رَوَائعُ حتَّى لِلفُؤادِ وَجِيبُ