قفى يا أميم القلب نقرأ تحية

قِفى يا أُمَيمَ القَلبِ نَقرَأ تَحِيَّةً

وَنَقضِ الهَوَى ثُمَّ افعَلِى ما بَدالَكِ

فَلَو قُلتِ طَأ فِى النّارِ أَعلَمُ أَنَّهُ

هَوًى مِنكِ أَو مُدنٍ لَنا مِن وِصالِكِ

لَقَدَّمتُ رِجلي نَحوَها فَوَطِئتُها

هُدَيَّاكِ لِي أَو هَفوَةً مِن ضَلالِكِ

سَلىِ البانضةَ العَليا مِنَ الأَبطَحِ الّذِى

بِهِ البانُ هَل حَيَّيتُ أَطلالَ دارِكِ

وَهَل قُمتُ فِى أَظلالِهِنَّ عَشِيَّةً

مَقامَ أَخِى البأساءِ وَاختَرتُ ذلِكِ

وَهَل سَفَحَت عَيناىَ فِى الدّارِ غُدوَةً

بِداراً كًسَحِّ اللُّؤلؤِ المُتَهالِكِ

لِيَهنِكِ إِمسَاكِى بِكَفِّى عَلَى الحَشَا

وَرَقراقُ عَينِى خَشيَةً مِن زِيالِكِ

فَإِنِّى لأَستَحفِيكِ يا بِنتَ مالِكِ

عَنَ الشَّىءِ ما بِى غَيرُ طِيبِ كَلامِكِ

وإِنِّى لأَستَغشِى وَما بِيَ نَعسَةٌ

وَما ذاك إِلاّ أَن يُلِمَّ خَيالُكِ

وَإِنِّى لأَستَسقِى السَّحابَ لأَرضِكُم

وَيُعجِبُنِى مَا أَحسَنَ اللهُ حالَكِ

أُحِبُّ الصَّبا إِن كُنتِ مِن قِبَلِ الصَّبا

وَنَجماً مُضِيَّاً طالِعَا مِن حِيالِكِ

سَأَلتُكِ هَل يَأتِيكِ فِى كُلِّ مَضجَعِ

خَيالِى كَما يَسرِى إِلىَّ خَيالُكِ

وَهَل سَفحَت عَينَاكِ مِن نَأىِ دَارِنا

كَما سَفَحَت عَيناىَ مِن نَأيِ دارِكِ

وَهَل شَفَّكُم يَومَ ارتَحلنا زِيالُنا

كَما شَفَّني يَومَ ارتَحَلتُم زِيالُكِ

فَواكَبِدِى مِن عِلمِ أَن لَم تُنَوِّلِى

وَمِن حُمُقِى لا أَنتَهِى عَن سُؤَالِكِ

وَواكَبِدِى أَلا أَضُمَّكِ ضَمّةً

إِلىَّ وَقَد نامَت عُيُونُ رِجالِكِ

وَواكَبِدِى مِن لاعِجِ الحُبِّ وَالهَوَى

وَمِن نُشبَتِى لافَكَّ لِى مِن حِبالِكِد

وَكُنَّا خُلَيطَى فِى الجِمالِ فَرَاعَنِى

جِمالِى تَوَلَّى نُزَّعاً مِن جِمالِكِ

أَلَم تَعلَمِى أَنِّى أُسِرُّ عَلاقَةً

وَاَنِّىَ ذُو القُربَى وَأَنِّى ابنُ خالِكِ

سَلِى هَل شَكا شاكٍ مِنَ النَّاسِ واحدٌ

كَشَكوَىَّ لا أُعطَى وَلا أَنَا تارِكُ

أَيابانَةَ الوادِى لَقَد أَشرَفَ العَدِى

عَلَينا يَفاعاً فاعلَمِى عِلمَ ذَلِكِ

ويابانَة الوادِى هَل أنتِ مُثِيبَةٌ

فُؤَادَ فَتىً أَعلَقتِهِ فى حِبَالِكِ

فُؤَادَ فَتىً صَبٍّ تَضَرَّعَهُ الهَوَى

إِلَيكِ وَيُعطَى هَيئةً مِن جَلالِكِ

ويا بانَةَ الوادِى أَلَيسَ بَلِيَّةً

مِنَ الأَمرِ أَن يُحمَى عَلَىّ ظِلالُكِ