أسفر عن وجه بديع الجمال

أسفر عن وجهٍ بديع الجمال

من اللهِ الكريم الفعال

فابتسمَت منهُ ثغورُ المُنَى

وأشرقَت منهُ وجوهُ الليال

أهلاً بهذا البرءِ من قادمٍ

ليسَ له بعد الحُلُولِ ارتحال

آب إلى المغنى فألقى العَصَا

مخيَّماً ليس لهُ من زوال

ويا لها من صِحَّةٍ أقبَلَت

بالنُّجحِ إقبال زمان الوصال

جاءت بوصلٍ ناسخ كلَّ ما

أبدَت من الصدِّ وطولِ المطال

تختال في موشى أثوابها

وتطلع المرأى لاأنيق الجمال

فأدبر السقم سريعَ الخُطا

وأقبلَ البرءُ فسيحَ المجال

فاهنأ بها من راحة سوّغت

موردها العذب البرود الزلال

أحي بها الله الهدى والنَّدى

والعلم والحلم وشتَّى المعال

خَصَّت وعمَّت فجميع الورى

يرتاح منها في ثياب اختيال

والملك قد أحكم تدبيره

بالعدلِ والبأس وبذل النوال

ألقى المقاليدَ إلى سَيِّدٍ

مؤثل المجدِ كريمِ الخلال

ابن الحكيم الحكم المرتقى

محمد معنى العلى والكمال

بَحرُ النَّدَى الزاخر شَمسُ العُلَى

طودُ النُّهَى الراسخ قُطبُ الجلال