أما شعوب فخيمت بشعاب

أما شُعوبٌ فخيّمَت بشعابِ

فسطت عليَّ وقطّعت أسبابِي

لم يكفها أنّي فقدت شبيبتي

وكفى به رزءاً فراقُ شبابِي

حتى رَمَتنِي صائباتُ سِهَامِهَا

بعد الصِّبا بتفاقُدِ الأحبابِ

مدَّت إليّ يَمينَهَا وشِمَالَهَا

صلة القطوع وهَجمَةَ النّهَاب

فاستأصلت أصلِي وفرعي أهلَكَت

أبويَّ ثم تعقَّبَت أعقابِي

لِلّهِ ذاكَ القبرُ ماذا ضمَّ مِن

فَضلِ الحِجَى ومحاسنِ الآدابِ

وسماحةٍ ورجاحةٍ وأمانةٍ

وصيانةٍ وطهارةِ الأثوابِ

وشمائل مرضيّة معسُولَةٍ

كالشُهدِ ممزوجاً بماءِ سحابِ

كُن في كفالةِ أحمدٍ خيرِ الوَرَى

فَلَنَا به زُلفَى وحُسنُ مآبِ

وتغمدتكَ من المهَيمِنِ رحمةٌ

فَلَنَا به زُلفَى وحُسنُ مآبِ

حتى أراكَ مُكَرَّماً ومنعَّماً

في الخُلدِ بين كواعب أترابِ