حلت الشمس برأس الحمل

حلّت الشمس برأس الحملِ

واكتسى الروضُ بديعَ الحُلَلِ

فكلّ تلعةٍ غُصنُ نقا

يتثنّى كتثنّي الثملِ

وبكلِّ ربوةٍ ناجمةٍ

من جَنَيِّ زهرهن الخَضِلِ

من أقاح باسم ونرجسٍ

وجل وياسمينٍ خَجِلِ

فالسماءُ والرياضُ اشتركت

شبهاً يغُرّ عين المجتلي

من نجوم كأزاهير الرُّبا

أومجرة كمثل الجدول

صورتنا ظهرت فكم بها

من سماك رامحٍ وأعزلِ

فكأنَّ الشمس لما طلعت

نثرت بالأرض هاتيكَ الحلِي

حَبَّذا فصلُ الربيعِ مَلكاً

جاءنا مِن حُسنِهِ في جَحفَلِ

فترى اللؤلؤ والياقوتَ قد

نُظِما في تاجِهِ المكَللِ

نُشرَت أعلامُهُ مُذهَبةً

في غصونٍ مثل سمر الأسلِ

ولكل مُذنِبِ من تحتها

هزّة السيفِ بكفِّ البَطَلِ

فأجب داعيهِ ملبياً

شارحاً صدر المنى والجذلِ

أقبلَ الربيعُ والعيدُ معاً

وافِدَينِ بالنَّعِيمِ المقبلِ

فلنَصِل لِلبِشرِ أقوى سَبَبٍ

وَلنَرِد لِلأُنسِ أصفَى مَنهَلِ

فالرُّبا قد لَبِسَت زخرفها

وتحلت بعد طُولَ العُطَلِ

ولو أسطعت لقبَّلَتُ يَدَاً

للنَّدَى قد خُلِقَت والقُبلِ

يَدُ ذِي الوزارتينِ إنَّها

منبَعُ الفضلِ وقُطبِ الأملِ

حيثُ سيفُ الحَقِّ مسلولُ الظُّبَا

وسَبِيلُ الرُّشدِ بادي السُبُلِ