ما الشهب تجلي داجي الأحلاك

ما الشهب تُجلي دَاجِيَ الأحلاَكِ

وقد استوت بمظاهر الأفلاكِ

والغادةُ الحسناءُ راقَ جَمَالُهَا

قد حُلِّيَت بنفائس الأسلاَكِ

والروضة الغنَّاءُ أينع زهرُهَا

فتبسَّمَت عن ثغرها المِضحَاكِ

والوُرقُ قَد أصغَت لرنَّةِ مِزهَرٍ

فغدَت تغاني صوته وتحاكي

يوماً بأعجبَ من حُلي عربية

تَسبِي بمنطقها نُهَى النُّسَاكِ

حاورتها فأتت بفصل خطابها

فالعجز عنه منتهى الإدراكِ

عَلِقَ الفؤاد بها فها هو مُوثَقٌ

بفنائها الفتَّاك في أشرَاكِ

بحياة مهديك الذي بفتاته

يزهو بها الرّاوي لها والحاكي

هذا فؤادي في يديك على شفا

أن تُنعمِي بِخَلاصَه فيراك

إن ابن خاتمةٍ ختامُ بلاغةٍ

بطريقةٍ أعيَت عن السُّلاَّكِ

هو سابقُ الآدابِ حاملُ رايةٍ

لم يَبقَ فيها موضِعُ استدرَاكِ

ومحا رسومَ محابرٍ ودفاترٍ

فرعٌ زكى طيب الأصل زاكِ

نَادت بلاغته بكلّ مُحَاضِرٍ

خَلَّ الطريق لذِي السِّلاح الشاكي

يُبنَى المنار له بأعلى مَعلَم

ويصدّ عنه غارةَ الفتَّاكِ

فَلَكَم له من مُحكَمَاتِ قصائِدٍ

أبياتُها التِّيجانُ للأملاكِ

وإليكها مني عجالة حشمة

جاءت بُعذرِ ليس بالأفّاكِ

قَنصت من الكافات أصليَّاتِها

مدّت عليها محكماتِ شِبَاكِ

أرسَلتُهَا لتنوبَ في شُكرِ الذي

قررتُ مِن وُدٍّ به استمساكِي

أبقاك ربي عالي الأقدار ما

ضَحِك الأزاهر للغمام الباكي

ثم السلام عليك مني ما شَدَت

وُرقُ الحَمَامِ على غصون أراكِ