هات اسقني صرفا بغير مزاج

هاتِ اسقني صِرفاً بغير مزاجِ

راحي التي هي راحتي وعلاجي

إن صبّ منها في الزجاجة قطرة

شفَّ الزجاجُ عن السنا الوهاجِ

وإذا الخليعُ أصاب منها شربةً

حاجاه بالسرّ المصون محاجي

وإذا المريد أصاب منها جُرعةً

ناجاه بالحقّ المُبين مُناجي

تاهَت به في مهمه لا يهتدي

فيه لتأويب ولا إدلاج

يرتاحُ من طَرَبٍ بها فكأنَّما

غَنّتهُ بالأرمالِ والأهزاجِ

هَبَّت عليه نَسَمةٌ قُدسِيّةٌ

في فيءِ بابٍ دائم الإرتاجِ

فإذا انثنى يوماً وفيه بقيّةٌ

سارت به قصداً على المنهاجِ

وإذا تمكنَ منه سكرُ مُعَربَدٍ

فليصبرنّ لمصرع الحلاجِ

والمشرب الأصفى الذي مَن ذاقه

فقد اهتدى منهُ بنور سراجِ

أن لا ترى إلاّ الحقيقة وحدها

والكلّ مضطرٌّ إليها لاجي