البخل ليل عاتم

البُخل لَيل عاتم

بِالجود ساد حاتم

آثر بِأصل مالكا

إِن السخا كَذَلِكا

احمل عَظيماً تذكر

افعل جَميلاً تُشكر

بِحملك الأَثقالا

تستعبد الرجالا

إِيثار كَعب شكره

طرق المَعالي وَعره

لا بُد مِن مَوت فَلا

تمت عَلى غَير العُلا

إِن مت فَالذكر خلف

مِن الحَياة وَالشرف

إِنكَ إن تؤاسي

تكن كَبَعض الناس

الفَضل في الإِيثار

وَالجود في الإعسار

بذل فضول المال

لَيسَ مِن الأَفضال

الكَلب بَعدَ ما أَكل

يَترك كُل ما فضل

يطربني السموأل

حَتّى أكادَ أذهل

إِن كانَ طَبعاً ما فَعل

فَإنَّه خَير بَطل

أَو كانَ قَد تكلفه

كيما يشيد شرفه

فَإنه صَبور

لَيسَ لَهُ نَظير

الفَضل في التكلف

وَالمَجد بِالتعسف

لأَنَّهُ عَكس الهَوى

وَفعل أَمر يجتوى

وَحملك النفس عَلى

ما لا تُريد مِن عُلا

فَلَيسَ فعل المشتهى

يحسن عِندَ ذي النُهى

وَذاكَ أَيضاً نكته

مِن العُيوب تَحته

إِن النُفوس الفائِقه

للمكرمات عاشِقه

فَقالَت الخطباء

أَحسَنت يا حَسناء

أَسوأ خَلق أَدبا

مَن جَرب المُجربا

مَن لَكَ بِالمُهذب

الكامل المُؤدب

أَي فَتى لَم يعب

أَيُّ فَتى لَم يعتب