تم الكتاب وأحكمت أبوابه

تمّ الكتابُ وأُحكِمَت أبوابُهُ

حتّى انتهى فَلَكاً من الأَفلاكِ

صَنَّفتُه وجَهِدتُ في تَرتيبهِ

وشَغَلتُ فيه قوّتي وحَرَاكي

يا سيّدَ العُمَداء بِل يا سيدَ ال

وزراءِ بل يا سيد الأملاكِ

يابنَ المؤمَّل قد أتيتُ مؤمِّلا

ونصبتُ منه لبُغيتي أَشراكي

يا حضرةَ الشيخِ الظهيرِ الُمرتَجى

لولاكِ ما صنَّفتُه لولاكِ

لكن رأيتُكِ أهلَ كلِّ فضيلةٍ

وحَقَرتُ مدحي عن أقلِّ عُلاكِ

فجَهِدتُ أفكارِي ورَضتُ خواطري

وسَهِرتُ للتصنيفِ مِن جَرّاكِ

وأتيتُ من حُبِّي إليكِ ولي بها

عُلَقٌ قَطعتُ جميعَها لرجاكِ

فارقتُ أطفالي وقد مَنَّيتُهم

ووعَدتُهمُ بالخيرِ من جَداوك

فتَعَطفي فضلاً عليهم وارحمي

بُهماً سماؤهُمُ السكوبُ يداكِ

فَهُمُ كزُغبِ الطيرِ في أعشاشها

خُمصُ الحواصلِ ينظرونَ نداكِ

ولَكَم هناكَ من عدوٍ راقبٍ

قد كان علَّلَ مَطمَعِي بسِواكِ

ولئِن رَجَعتُ كما أتيتُ بخيبةٍ

حاشاكِ مما أخَتَشِي حاشاكِ

نادَى عليّ مُعنَفِّا ومُخَجِّلا

إذ كان عاقَ المدحُ عن لُقياكِ

دُومي يَدمُ فَرَحُ الفضائلِ والمُنى

في دولةٍ تَقضِي برَغمِ عِداكِ