فدراهم وقرب

فَدَراهم وَقرب

فَالحُب بِالتحبب

فَرُبَّما تَغَيروا

وَارض إِذا تستروا

لا تَنبشن عَن سر

لا تَسأَلن عَن أَمر

كَم مِن عَدو نَفعا

كَم مِن صَديق لَسَعا

في الناس مَن لا يُصلِحه

إِلا عقاب يَجرحه

وَفيهم لَبيب

يُصلحه التَّأنيب

وَمِنهُم عِلاجه

بِالرفق وَاستِدراجه

وَمنهم يرضيه

مَعيشة تَكفيه

كَالكَلب حينَ يَنبح

بِكسرة يستصلح

وَمِنهُم بالرفق

وَالأَصل حسن الخلق

وَمِنهُم مَن يُفسده

تَقريبه وَيبعده

وَمِنهُم من يُبطره

إِكرامه وَيُسكره

كَرامة اللئيم

إِهانَة الكَريم

مَفسَدة عَظيمه

ما مثلها جَريمه

ما كلهم يُنادم

ما كلهم يُسالم

ما كلهم يُصان

ما كُلهُم يُهان

فَلا تَقس أَحوالَهُم

قَط وَلا أَفعالهم

فَإِنَّهُم أَطوار

لَيسَ لَهُم عِيار

لا يعلَم الغَيب أَحَد

لا يدفَع المَوت العَدد

ماتَ لبيد ولبد

وَخلد الفرد الصَّمَد

اللوم سوء المهلكه

مَع الأَماني المهلكه

لِكُلِّ صَيد شَبَكه

ما كُلُّ صَيد سَمَكه

كَم دُرة مِن صَدَفَه

كَم تَمرة مِن سَعفه

لِكُلِّ نَفس شيمه

لِكُلِّ عَلق قيمه

لا تَضربن للغضب

تَشفياً بَل لِلأَدب

لا تَقبل النميمة

لا تطع السخيمه

كَم جاهد لوداع

وَجامع لطامع

كَم ساهر لِراقد

كَم راغب في زاهد

كَم وَلَد فاقَ الأَبا

تَكَرماً وَأَدَبا

كَم ذلة مِن عزه

وَتَمرة مِن هزه

كَم واجد كَفاقد

وَفاقد كَواجِد

وَعاقِل مِن جاهِل

وَجاهِل مِن عاقِل