كان به مستأنسا مختصا

كان بِه مُستَأنساً مُختَصا

لا يَجد العائب فيهِ نَقصا

وَصاحب النعمة مَحسود عَلى

ما نالَهُ مِن العُلا إِذا عَلا

فَطرحوا في مَسمَع العقاب

خِيانَة عَن وَلَد الغراب

فَقيل قَد أَفسَد بَعض الحرم

وَلَم يَكُن في ذاكَ بِالمُتهَم

فَخَشي الغراب مِن نَكيره

إِذ بالغ الحاسد في تَزويره

وَقالَ لا يحتمل السلطان

ثَلاثة يَفعلها خوان

إِذاعة السر وَإِفساد الحَرَم

وَالقَدح في الملك وَمَن يَفعَل يلم

وَإِنَّني أرهَب مِن عقابه

جانحة تغم من عَذابه

فَتَذهب النفس وَكُل الأَهل

وَالحَزم أن أفديهم بِالثكل

قَد يقطَع العُضو إِذا العُضو فَسَد

وَيقلَع الضرس لإصلاح الجَسَد

حِينئذ قامَ فسم وَلَده

كَم رَجل أَصلَحه ما أَفسَدَه

وَجاءهُ بِرَأسه وَقالا

لَست لما تَكرهه حمالا

مَن خانَ مَولاه فَذا جَزاؤه

وَرُبما داوى العَليل داؤُه

إِني عَدو كُل من عاداكا

كَذا وَلى كُل من والاكا

فَجَل في نَفس العِقاب قَدره

كَذا ولي كُل مَن والاكا

وَلِلرِجال فَاعلمن مَكايد

وَخدع منكرة شَدائد

أَما سَمعت خبر الطاووس

إِذ باتَ ضَيف اليَوم في الناووس

قالَت لَهُ العَنقاء أَبدِ ذالِكا

فَلَست في الأَخبار عِندي إِفكا