أرقت وقد غنى الحمام الهواتف

أرقتُ وقد غنّى الحمامُ الهواتفُ

بمنعرج الأجزاع والليلُ عاكف

أعدنَ ليَ الشوق القديمَ وطاف بي

على النأي من ذكرى المليحة طائفُ

وما الجانبُ الشرقي من رملِ عالج

بحيثُ استوت غيطانُه والنفانفُ

إذا ما تغنَّى الرَّدعُ فوق هِضابهِ

سقى الروضَ من وبلِ الغمامةِ واكف

بأحسنَ من أطلال عَلوَة منظراً

وإن درست آياتُهُ والمعارِف

خليليَّ هل بالخيف للشملِ ألفةٌ

فيأمن قلبٌ من نوى لاخيف خائف

أفي وقفة عند العقيق ملامةٌ

على دنفِ شاقته تلك المواقف

سقى عرصات الدار كلُّ مُلثّةٍ

من المُزنِ تزجيها البروقُ الخواطفُ

كأن نثيرَ القطرِ منها جواهرُ

تُفرّقُها للرِّيح أيدٍ عواصفُ

كأن ابتسامَ البرقِ فيها إذا بدت

سيوفُ علّيٍ بالدماءِ رواعفُ