راحت تذكر بالنسيم الراحا

راحت تذكّر بالنسيم الرَّاحا

وَطفَاءُ تكسر للجنوح جناحا

أخفى مسالكَها الظلامُ فأوقدت

من برقها كي تهتدي مصباحا

وكأنَّ صوتَ الرَّعدِ خلف سحابها

حادٍ إذا ونتِ السحائبُ صاحا

مرتجة الأرجاءِ يحبسُ سيرها

ثقلٌ فتعطيه الرِّياحُ سراحا

جادت على التلعات فاكتست الرُّبى

حُللا أقام لها الرَّبيعُ وشاحا

فانظر إلى الروض الأريض وقد غدا

يبكي الغوادي ضاحكاً مرتاحا

والنورُ يبسطُ نحو ديمتها يداً

أهدى لها ساقي النَّدى أقداحا

وتخاله حتى الحيا من عرفه

بذكيّهِ فإذا سقاه فاحا

روضٌ يحاكي الفاطميَّ شمائلا

طيباً ومزنٌ قد حكاه سماحا

أعليُّ إن تعلُ الملوك فإنهم

بُهمٌ جُعِلتَ أغرَها الوضّاحا

لما طلعتَ لها بكلِّ ثنيةٍ

أنسيتَها المنصورَ والسفاحا