شقى بعدنا بالبعد من نعم نعمان

شقى بعدنا بالبعد من نعمَ نعمانُ

وأوحش من لبنى على البعد لبنان

سقى القطرُ ما بين العقيق وضارجٍ

معارفَ فيها للأحّبةِ عرفانُ

وحيّا الحيا عهداً عهدناهُ باللّوى

لو ديننا فيه صدود وهجرانُ

لياليَ روضُ الوصلِ فيهنَّ ممرعُ

وغصنُ الصّبا إذ ذاك أخضرُ فينانُ

تُديرُ علينا الرَّاحَ فيها جآذرٌ

ويسكرنا باللّحظ منهَّن غزلانُ

ولم أر مثلي كيف صار بقلبهِ

من الوجدِ بركانٌ وفي الجفنِ طوفانُ

ولا مثل هذا العدل كيف أَعادَهُ

عليٌّ وقد مَرَّتش من الظلم أزمانُ