أظن الصبا جابت إليك المسالكا

أظن الصبا جابت إليك المسالكا

فإني أرى عرفاً بها منك صائكا

سرت فأسرت للحشا برء دائه

وحيت فأحيت من أهيلك هالكا

أيا دار بثن بالعواصم لا عدت

ثراك بواكي السحب أو يمسى ضاحكا

فآها على دهر بظلك عشته

هنيئاً وأيام تقضت هالكا

بحورٍ حسانٍ قد تقابلن بيننا

على سرر مرفوعة وأرائكا

وظللن منا بالصوارم والقنا

وغادرن خدراً زغفنا والترابكا

مريضات أجفان العيون فواتك

وأقتلها ما كن مرضى فواتكا

أدرن علينا أكؤساً ولواحظاً

ذواهل للعقل الصحيح دواهكا

ومسن بأعطافٍ كأعطاف بانة

تقل إذا ماست مع اللين عاتكا

يهيجن للأقداح من راح ناسياً

لراحٍ وللأحداق من كان ناسكا

وقد قابلتنا أوجه السحب بالحيا

ومدت لنا أيدي الربيع درانكا

تباعدن عني لا قلى وملالة

ولكنها الأيام توجب ذلكا

فهن اللواتي ما أرتنا مطالباً

من الدهر إلا أعقبتها مهالكا

معودة أن تسترد عطاءها

فمن كان منها آخذا كان تاركا

لها زهر غض نضير لناظر

وان لمسته راحة كان شائكا

لقد قبحت في عنفوان شبابها

فهل نترجاها لتحسن فاركا

ولكنني أعلقت منها مآربي

أميرا على نهج الحقيقة سالكا

وملكته رقى فملكني العلا

فأصبحت مملوكا لديه ومالكا

وحيد الندى والبأس والندب من غدا

يرى الشرك في عليائه أن يشاركا

رحيب الفنا للمعتفين ولم يزل

بيوم الوغى للمعتدين ملاحكا

فيا دهر مذ الجأتني لفنائه

أمنت مع الأيام بؤسي وبأسكا

وصدقت ظني فيه عند رجائه

وأكثر ما تلقى الظنون أوافكا

أجل أولي العليا ونجل عليها

وسيف بني سيفا فلا زال باتكا

هم القوم ان تمسك بهم في ملمة

فما زلت للنصر العزيزي ماسكا

مع البذل ما اعتادت اكف رجالهم

سوى فك عانٍ أو يزال سوافكا

لهم للمعالي والعوالي تشوف

إذا اشتاق عليا غيرهم والعواتكا

فما همهم إلا القواضب والقنا

وبذل اللها والأكرمون كذلك

أمولاي من امسى عن الجار ذائداً

وللمجد مناعاً وللمال هاتكا

لقد جاءنا الطرف الأحم اديمه

سريعا وهذي عادة في عطائكا

به مرح جذلان يأنف بي السرى

لئلا تمس الأرض منه السنابكا

ويطمع في نيل السها ولربما

سما كاهلا فوق السماك وحاركا

اهش عليه للمنايا وان غدت

كوالح فيوجه الكمى حوالكا

واطلب حق المجد بالجد فوقه

وما كنت يا جدي بتارك ثاركا

وهاك قوافٍ لا قوى في معيها

مثان بلا ثان لها عن ثنائكا

تسدت معانيها والحم نظمها

وأصبحت فيها حاكي المدح حائكا

يقصر عن ادراكها من يرومها

وان راح منها راتع الفكر راتكا

وان فاه في نظم يناظرها به

توهمته في فيه العهن لائكا

ولو انني مكنت فيما ارومه

نظمت اللآلي والدراري الشواؤكا

فما ارتضيها بين أيديك مدحة

وان أفحمت قسا وكعبا ومالكا

ولكنها مولاي بالصوم والتقى

مباركة جاءت وجئت مباركا

فهبها قبولا منك هب قبوله

وهاب العدا منه الرياح الحواشكا

ودم ابداً لي سابل العفو سايلا

لأصبح عفواً ساكب الحمد سابكا

وارهب اعدائي وابهر حاسدي

وانهض عز ما حامل الذكر باركا

وافخر بالشعر ابن بابك والذي

يؤكد فخزى انني ابن بابكا