لهذا بجود الغيث ما لاح بارقه

لهذا بجود الغيث ما لاح بارقه

ومن فيك لي برق لقد ضن ثادقه

كتبت عليه لا شقاء لذائق

له بالحري لو ان مضناك ذائقه

ومليتني لما وثقت من الهوى

واكذب ميثاقا من الحب واثقه

أعندك ان لا وصل يحلو بلا قلى

ولا حب حتى يبرم الحب وامقه

بعاد على قرب وسخط على رضى

فلا أنت من يدنو ولا من نفارقه

كأنك بدر التم يبدو لناظر

ولا يحسن المسرى لعلياه رامقه

جهلت الهوى مني وأنت تربنه

فكيف إذا زمت لبين أيانقه

ولم أنس لا أنسى وداعك والنوى

عسوف بقلبينا المشوقين سائقه

فرحت وهذا الروض يصفر نوره

شقائقه

يمازج منك الدمع دمعي على الثرى

فيلهيك عن حلي عليك تناسقه

وما خلت لولا الدمع تبدو وسرائري

ولا خلته ينهل لولا تدافقه

ولبل كأن الصبح فيه مآرب

تؤمل ان نقضي وخل نصادقه

قطعت به البيداء غير مفكر

على متن من يعي الصبا ان تسابقه

اغر من الأبريز صيغ اديمه

وجبهته من فضة ومرافقه

عليه ينال المجد من لا يناله

ويتسع الأهوال من ضاق مازفه

ويسخر بالدهر العنيف خليله

ويخشى بغاث الطير من لا يرافقه

وثالثنا ماضي الشبا ما هززته

فمتنيه جزءيتي وخلى عاتقه

يوافقني في كل ما اقتضى به

من الدهر والموت الزؤام يوافقه

الى ان دنونا من قباب فريقكم

فارتاع راعةه واوجس فارقه

رأو رجلاً كالصل يلوي وشيجه

ويبدو ذعافاً من ثناياه خازفه

فقالوا أساري الليل أم أنت طارق

لناضل ساري ذا الظلام وطارقه

فقلت لهم بل صادق العزم لم تدم

بوافيه أو تدهى الأعادي بوائقه

بحيث تريني لا أمين بمنطقي

ولم يخف مين النطق ما فاه ناطقه

فلم تثني عنك الصوارم والقنا

والا عاق قربي من لديك عوائقه

ولست بمبدي الشي ما لم اتمه

ولا طالباً للأمر لست أراهقه

ولا أنا بالراجي من الغيث قطرة

لري وإبراهيم سحت غوادقه

تسير فتروي المجد بين سحابه

بلالا وتردى المعتدين صواعقه

وموضوعةٌ للمعتفين جفانه

ومصفوفة للوافدين نمارقه

إمام أطاع اللَه حتى أطاعه

على الرغم صديق له ومماذقه

كريم السجايا والعطايا لقاصد

كأنهما أعرافه وخلائقه

عليهم بأعقاب الأمور مهذب

حليم على الجاني المقيد طالقه

له سير طابت وطاب رواتها

كما طاب نشراً من شذا المسك صاحقه

تكاد سنا أنواره تذهل الورى

إذا رفعت عند القيام سرادقه

ولو لم يعف قبح الحجاب لزررت

على وجهه للناظرين يلامقه

تفرع عن مجدٍ وجدٍ من العلا

فأحنت له العليا ودرت حوالقه

فجاء بأزكى محتد يرهب العدى

ويولي الندى ما ذرفي الأفق شارقه

فيا أيها المولى الذي بعلومه

من الدهر نمحو بؤسنا ونماحقه

ومن كلمت اوصافه وصفاته

ومن عظمت آلاؤه وحقائقه

هنيئاً لك الأيام فاغنم صفاءها

فما العيش في الأيام إلا مغانقه

وتعساً لمن جاراك في كل غاية

وهيهات يبغى عاقل الأمر مائقه

فدم لا تلقاك الزمان بحادث

فقد ساء تدبيراً وكدر رائقه

ودونك في حلي الثناء خريدة

تلوح فتخفي البدر منها مشارقه

لها عبق من نشرها يكتفي به

عن العنبر الورد الذي ضاع ناشقه

سفى رُبعها مذا جدبت منك وابل

فلا غر وان اثنت عليك حدائقه

فأنت الذي ما مل وصفك سامع

كما لا يمل الحب ما فاه عاشقه