أنا ملعب الوصل الذي يشرح الصدرا

أنا ملْعَبُ الوصْلِ الذي يشرَحُ الصّدْرا

وبُرْجُ سَماءٍ يجْمَعُ الشّمْسَ والبَدْرا

حَفيظٌ على الأسْرارِ حتّى كأنّني

دُعيتُ سَريراً أنّني أحفَظُ السِّرّا

إذا ما أجَلْتَ العيْنَ بينَ بَدائِعي

وشاهَدْتَ حُسْناً يُذْهِلُ العَقْلَ والفِكْرا

وقد مُدَّ سِتْرُ التِّبْرِ فوقي وأرسَلَتْ

يدُ اليُمْنِ والتّوْفيقِ منْ تحْتِهِ سِتْرا

رأيْتَ جَواداً لا يَخافُ عِثارُهُ

ومرْكَبَ سَعْدٍ لا يَجوعُ ولا يَعْرى

كأنّي رياضٌ زارَها واكِفُ الحَيا

فألْبَسَها وَشْياً وطيَّبها نَشْرا

وثامِنُ أمْلاكِ الجِهادِ أقامَني

فألْبَسَني عِزّاً ورفّعَ لي قَدْرا

ويَسْتَعْبِدُ الأحْرارَ جُودُ يَمينِهِ

ويُخْجِلُ وجْهُ الشّمْسِ غُرَّتَهُ الغَرّا

ولازالَ نَصْريَّ العُلا رائِقَ الحُلَى

يُصاحِبُ جيشَ النّصْرِ رايَتُهُ الحَمْرا

ولازِلْت أفْقاً للقِبابِ ومَطْلَعا

يُريكَ البُدورَ الغُرَّ والأنْجُمَ الزُّهْرا

إذا ما دَنا الإمْساءُ حُيِّيتَ بالمُنى

ومهْما أتى الإصْباحُ حُيّيتَ بالبُشْرى