بلد قد غزاه صرف الليالي

بَلَدٌ قدْ غَزاهُ صَرْفُ اللّيالي

وأباحَ الحَريمَ منْهُ مُبيحُ

فالذي خرّ منْ بِناهُ قَتيلٌ

والذي قَرّ منْهُ بعْضٌ جَريحُ

وكأنّ الذي يَزورُ طَبيبٌ

قَدْ تأتّى لهُ بهِ التشْريحُ

أعْجَمَتْ منْهُ أربُعٌ وطُلولٌ

صالَ قِدْماً بِها اللِّسانُ الفَصيحُ

كمْ مَعانٍ غابَتْ بتِلْكَ المَغاني

وجَمالٍ أخْفاهُ ذاكَ الضريحُ

ومُلوكٍ تعبّدوا الدّهْرَ حتّى

أصْبَحَ الدّهْرُ وهْوَ عَبْدٌ صَريحُ

دوّخوا نازِحَ البَسيطةِ حتّى

نالَ ما شاءَ ذابِلٌ وصَفيحُ

حينَ شَبّتْ لهُمْ منَ البأسِ نارٌ

ثمّ هبّتْ لهُمْ منَ النّصْرِ ريحُ

أثَرٌ يَنْدُبُ المُؤثِّرَ لمّا

طالَ بَعْدَ الدّنوِّ منْهُ النّزوحُ

فَقُلوبُ النّجومِ تَخْفِقُ وَجْداً

وعُيونُ السّحابِ حُزْناً تَفوحُ

ساكِنُ الدّارِ رُوحُها كيفَ يَبْقى

جَسَدٌ بعْدَما تولّى الرّوحُ