خذ من حياتك للممات الآتي

خُذْ منْ حَياتِكَ للمَماتِ الآتي

وبَدارِ ما دامَ الزّمانُ مُواتِي

لا تَغْتَرِرْ فهُوَ السّرابُ بقِيعَةٍ

قدْ خودِعَ الماضِي بهِ والآتي

يا مَنْ يُؤمِّلُ واعِظاً ومُذَكِّراً

يوْماً لِيوقِظَهُ منَ الغَفَلاتِ

هَلاّ اعْتَبَرْتَ وَيا لَها منْ عَبْرة

بمَدافِنِ الآباء والأمّهاتِ

قِفْ بالبَقيعِ ونادِ في عَرَصاتِه

فلَكَمْ بِها منْ جِيرَةٍ وَلِداتِ

دَرَجوا ولَسْتُ بخالِدٍ منْ بَعْدِهِمْ

مُتَميِّزٍ عنْهُمْ بوَصْفِ حَياةِ

واللهِ ما اسْتَهْلَلْتَ حَيّاً صارِخاً

إلا وأنتَ تُعَدّ في الأمْواتِ

لا فَوْتَ عنْ دَرْكِ الحِمامِ لِهارِبٍ

والنّاسُ صَرْعَى مَعْرَكِ الآفاتِ

كَيْفَ الحياةُ لِدارجٍ متَكَلِّفٍ

سِنَةَ الكَرى بمَدارِجِ الحيّاتِ

أسَفاً عَلَيْنا مَعْشَرَ الأمْواتِ لا

تنْفَكُّ عنْ شُغْلِ بِهاكَ وَهاتِ

ويَغُرُّنا لَمْعُ السّرابِ فنَغْتَدي

في غَفْلَةٍ عنْ هادِمِ اللّذّاتِ

واللهِ ما نَصَحَ امْرَأً مَنْ غَشّهُ

والحَقُّ ليسَ بخافِتِ المِشْكاةِ