يا طالبا من جاره إسكرفجا

يا طالِباً منْ جارِهِ إسْكَرْفَجا

هَذا يُخَبِّرُ أن جوعَكَ فاجَا

ويَدُلُّ أنّكَ قدْ نَبَذْتَ تَداوِياً

ويَدُلُّ أنّكَ قدْ ترَكْتَ عِلاجا

وكَلِفْتَ بالمَمْلوكِ تؤثِرُ أكْلَهُ

أبَداً وتَرْفُضُ صِحّةً ومِزاجا

خَفْ منْ غِذاءٍ غَيْرِ مُعْتَدِلِ القُوى

واحْذَرْ طَعاماً يُفْسِدُ الأمْشاجا

هَيْهاتَ تعْتَبِرُ الهِجاءَ طَبيعةً

في خِيسِها أسَدُ الخَساسةِ هاجَا

والمرءُ منْ فَمِهِ يُصابُ وفَرْجِهِ

فيَعودُ مَوْرِدُهُ الشّرُوبُ أُجاجا

فكأنّني بكَ قدْ نَبَذْتَ مُهَرْقِماً

وقَصَدْتَ في أعْقابِهِ سَفّاجا

وصَحِبْتَ جَزّاراً للَحْمٍ طيّبٍ

وخَدَمْتَ غيرَ مُقَصِّرٍ دَجّاجا

وفَتَحْتَ بابَ الزّرْدِ تُدْخِلُهُ اللّهَا

في دينِ كُلِّ نَهامَةٍ أفْواجا

وبَلَعْتَ كالكَبّونِ فَضْلَ عَصيدَةٍ

وشرِبْتَ منْ ماءِ العَصيرِ مجاجا

وغَدَوْتَ كالحُبْلَى جَنينُك خَرْيَةٌ

تأتي بها عِنْدَ الصّباحِ خِداجا