عسى باخل بلقاء يجود

عَسى باخِلٌ بِلِقاءٍ يَجُودُ

عَسى ما مَضى مِنْ تَدانٍ يَعُودُ

عَسى مَوْقِفٌ أَنْشُدُ الْقَلْبَ فِيهِ

فَيُوجَدَ ذاكَ الْفُؤادُ الْفَقِيدُ

عَناءً سَهِرْتُ إِلى هاجِدٍ

وَأَيْنَ مِنَ السّاهِرِينَ الْهُجُودُ

إِذا طالَ عَهْدُكَ بِالنّازِحِينَ

تَغَيَّرَ وُدٌّ وَحالَتْ عُهُوُد

أَأَحْمِلُ يا هَجْرُ جَوْرَ الْبِعادِ

وَجَوْرَكَ إِنِّي إِذا لَلْجَلِيدُ

أَيا كَمَدِي أَللِيلِي انْقِضاءٌ

أَيا كَبِدِي أَلِنارِي خُمُودُ

مَرِضْتُ فَهَْ مِنْ شِفاءٍ يُصابُ

وَهَيهاتَ وَالدّاءُ طَرْفٌ وَجِيدُ

وَيا حَبَّذا مَرَضِي لَوْ يَكُو

نُ مُمْرِضِيَ الْيَوْمَ فِيمَنْ يَعُودُ

أَيا غُرْمَ ما أَتْلَفَتْ مُقْلَتاهُ

وَقَدْ يَحْمِلُ الثَّأْرَ مَنْ لا يُقِيدُ

وَمَنّى الْوِصالَ فَأَهْدى الصُّدُوُدَ

وَما وَعْدُ ذِي الْخُلْفِ إِلاّ وَعِيدُ

خَلِيلَيَّ إِنْ خانَ خِلٌّ أَلا

حَلِيفٌ عَلَى هَجْرِهِ أَوْ عَقِيدُ

وَهَلْ إِنْ وَفى لِي بِعَهْدِ الْوِصالِ

أَيَنْقُصُ هذا الْجَوى أَمْ يَزِيدُ

وَيا قَلْبُ إِنْ أَخْلَقَ الْوَجْدُ مِنْكَ

فَأَنى لِيَ الْيَوْمَ قَلْبٌ جَدِيدُ

إِلى مَ تَحُومُ حِيامَ الْعِطاشِ

إِذا مَورِدٌ عَنَّ عَزَّ الْوُرُودُ