ألقى على كرسيه أجسادا

ألقى على كرسيهِ أجسادا

مولاه تذكرة له وأَعادا

وإذا أحبَّ الله عبداً زادهٍ

بالامتحان له هدى ورشادا

ما ضاع ما يمسى عليه محافظاً

أعنى الصلاة وتلكم الأورادا

ولقد علمت وقد علمنا أَنه

لسواك مكة لا تكون بلادا

عادت وأَنت بها أَحق وأَهلها

تشكي البعاد وتنقص الأجدادا

ما الغابَ إلاّ للهزبر ولا يرى

للبدر في غير السما تردادا

مهلاً بنى حسن فما حسن بكم

الا ترى حسن بكم استادا

هو حظكم والحظ إن فات امرؤ

وجفاه أوسعه الزمانُ عِنادا

ما الترك تاركة أنوفاً شمخاً

حتى تدوم بذلةٍ وتفادا

من لم يقده في البرية سيدٌ

من قومه أودى به من قادا

عودوا على أحسابكم وتداركوا

عزاً بكم قد مات أَو قد كادا

هذا التخاذلُ بينكم صرتم به

عون لكم عون على من عادا

فصلوا عرى رحم نهى عن قطعها

من لم يخلّف منكمُ أولادا

ولكم موال قال فيهم أَنهم

كنفوسكم يعني بها القوادا

ما فات فات فاشتروا لعيالكم

وتواصلوا لا تشمتوا الحسادا

ما في افتراق القول إلا أنه

يوهيكم ويقوّم الأضدادا

لا تصبحوا كالنار يأكل بعضها

من بعضها حتى تصير رمادا

وليرعَ بعضكم لبعض حقهُ

إِ ن التّجافي يورثُ الأحقادا

وامشوا على الآثار من أسلافكم

من زاد في الإِنصاف زيد ودادا

العفوُ والصفحُ الجميل نوالكم

لا بغي أورثتم ولا إفسادا

وحميةَ الجهال قد ماتت بكم

فحذارِ ان تحيى بكم وتعادا

ما العارُ في الحلم الذي يطفي اللظى

وتزيده أمواهه إخمادا

العارُ في جهل تثير رياحهُ

نار العدى ويزيدها إيقادا

حسن لكم عزٌ إذا ما سادكَم

تهوى البيوت إِذا عدمنَ عمادا

لا تفلح الأَشيا بغيرِ مدبّرٍ

عدم البقا قوم عدوا امدادا

ودعوا الرياسةَ منكم لمؤملٍ

يعتادُ أن لا يخلفَ الميعادا

وله من الله المهيمنِ عادةٌ

الله مجريه على ما اعتادا

لا تطمعوا في أن يكون صلاحكم

بالاختلاف الموجب الإِفسادا

إن الضلالة لا تجرُّ إِلى هدى

والغيُّ لا يجدي عليك رشادا

الملك يؤتيهِ المهيمنُ من يشا

والحرصُ منك يزدك عنهُ بعادا

خلّو الرياسة للذي جعلت له

وارضوا وكونوا للإِله عِبادا