أما الوشاة به فقد ظلموه

أما الوشاة به فقد ظلموه

نقلوا فقالوا غير ما علموه

زعم الوشاة بأن قلبي قد سلا

كذبوا على قلبي بما زعموه

يارب خذ منهم له واشغلهم

عنه بأنفسهم كما شغلوه

مسكين مغلوب على أحبابه

من غير ذنب سابق هجروه

يبكى إذا ذكر الحما ويزيده

في شجوه العذال ان عذلوه

شمت الوشاة به فلما عاينوا

آثار ما فعلوا به رحموه

ورثوا له وهم الاعادي رحمة

يا ويح من يرثا له شانوه

ولقد عذرتهم لعلمي أنهم

لولا القضا المحتوم ما فعلوه

ما أعظم البلوى على مغرى بهم

قطعوه لا سيما وقد وصلوه

يا من يقنطني وقلبي لم يزل

حسن الظنون علمت من أرجوه

إن الذي أرجوه ويحك أحمد

وهو المجيب دعاء من ادعوه

وإذا تأخرت الإِجابة قلن لي

حسن الظنون الصبر لا يعدوه

فلازمي باب الكريم تعودوا

أن يظفروا بجيمع ما طلبوه

لا تيأسن من الكريم وعد يعد

للصالحات فإنها أهلوه

يا سيد الخلفاء دعوة خادم

لك بالدعاء وأهله وبنوه

عبث الزمان به وشتت شمله

فأتى إلى أبوابكم يشكوه

وافاك مستعد عليه ولم يزل

يشكو إليك من الزمان ذووه

وأقام ملتمسا لفضلكم الذي

ما خاب ظنا فيه ملتمسوه

ولقد وردت على مناهل جودكم

وإذا الزحام بها كما وصفوه

ذا صادر راو وهذا وارد

ولو ارتوى الثقلان ما نزفوه

فاقمت والأولاد ينتظرونني

من مر بين بيوتهم سألوه

عشرون من ولدي ومن أولادهم

خلفي فيا لله ما لقيوه

قد ساء حالهم وضاعوا عيلة

يا رحمتا للطفل غاب أبوه

يشجي كبيرهم بكاء صغيرهم

فإذا بكى هذا بكى وأخوه

وتكاد أحشائي تفتت حسرة

مهما أعاد حديثهم راووه

ما في يدي نفع ولا لي حيلة

إلا صنيعكم الذي أرجوه

يا واضع المعروف في أربابه

أنت الملى بدفع ما اشكوه

فامنن علي بان تقر عيونهم

واعطف عليهم بالذي فقدوه

حتى أراهم أجمعين بموقف

يدعون ربهم وقد حمدوه

يدعونه لك بالبقا واكفهم

مبسوطة والدمع قد ذرفوه

سببان مدرسة المجاهد والخطا

بة عدهما لي فهو ما أخذوه

واعطف علي بها واعجل واغتنم

أجرى وكذب كلما نقلوه

أعطاك ربك ضعف ما سأل الورى

منه وضعف ثواب ما اكتسبوه