بكيت لأخفى بالدموع السوافح

بكيت لأُخفى بالدموع السوافح

حرارة ما أَضرمت بين الجوانحِ

فاحرقت أحشائي وأقرحتِ مقلتي

ولولاكِ ما هات عليَّ قوارحي

ولا نيل من قلبي وقلبيَ عالمٌ

بأن التمادِي في الهوى غير صالحِ

وإِني وإِن أَخفيتُ ما بي من الأسى

لأَعلم حقاً أَن حبّك فاضحي

وإِني في وجدي بقدَّك والرنا

أعرَضُ نفسي للقنا والصفائحِ

وأَدفعها بين اللحاظ لمعرك

ألاوذ فيه بين رامٍ ورامحِ

تقولين لي عما قليل أزوره

وذلك ميعادٌ بعيدُ المطارح

ألستِ على قرب الديار بعيدةً

فكيف على بعدِ الديار النوازحِ

دعي الوعد واطفِ الآن بالوصل عِلّتي

فكم غرِضاد بالبروقِ اللوامحِ

ولا تدعي يوماً ليوم ورائه

فعقبي تواني المرء فوتُ المصالحِ

أَقول وقدَ صدّت لكلِّ مباكرِ

يُعنفني في حبّها ومراوحِ

إِذا كنت راضٍ بالجفا من أَحبتي

وإِن طولوه ما فضول الكواشحِ

أَتزعم اللاحون قد أَضرموا الحشا

وأنت تماليهم بأَنك ناصحي

بنفسي من لم تخط نفسي وقد رمت

بألحاظ أجفانٍ مراضٍ صحائحِ

ومن كلما استبكيتُ منهَا تضاحكت

وأفعالها جدٌ تضاحكَ مازحِ

ولو غير ألحاظٍ رمتني لدستها

ملا الأرض خيراً بالمساعي النوجحِ

سلالةَ إسماعيل واعدد وراءه

وفاخر بأنسابِ الملوك الطحاطحِ

فتى ردَّ بالسف العَلا في نصالها

وقادَ إِ أَحكامِها كلَّ جامحِ

بعزم تفلُّ المرهفاَتُ بحدّةِ

وحزمٍ يوازي كلَّ قرب مكافحِ

دع الفخرَ ياباغي الفخار لأحمد

وحِدْ عن طريق الباقياتِ الصوالحِ

لمن يخطب العلياءَ غالٍ مهورها

إِذا ما ترجا رخصها كل ناكحِ

ومن كلِّ يوم نهضةٌ منه للعلى

تعاني اقتناص المكرمات السوانحِ

يدير إِذا ما أظلم الخطبُ رأيه

فيسفرُ عن نهجِ من النهجِ واضحِ

ويجلو ظلام المشكلات إِذا دجت

بأفكارِ قلب منتجات لواقحِ

أخو عزماتٍ لا ينامُ عدوّها

على الَجنب إِلا في بطون الضرائحِ

كفاه وقد أربى على الترب جيشه

عن الجيش سعد ذابح كلَّ ذابحَ

فتىً كمُلت فيه أداةُ اكتهالِه

فند على تجذيعهِ كل قارحِ

أقام على العلياءِ شوقاً من النّدى

يُتاجره منا به كل رائحِ

ملا بابه أيدي الأماني مغانماً

ولا ربحَ إِلاّ عند كلِّ مُسامحَ

بضائِعُنا المزجاةُ تنفقُ عندَه

وانفقها حوليه سوق المدائحِ

ومدحيَ موقوفٌ عليه إذ الثنا

توخّى به أربا به كل مانحِ

وما مهرُ إِحدى المحصناتِ من النسا

كمهرِ سواها من ذواتِ التسافُحَ