غايات جودك لا تبطي عن الامل

غايات جودك لا تبطي عن الامل

وانما خلق الإنسان من عجل

من كان في جودكم مرعي مطالبة

رعي المطالب في روض من الأمل

وقد علمت بأني في مكابدتي

على رجائك بعد الله متكلي

ألست نشوا أياديك التي ملات

بفضل جودك عرض السهل والجبل

وجدتني في حضيض فانتشلت يدي

من الحضيض إلى العالي من القلل

ورشحتني أياديك الجسام إلى

طلاب ما لم يكن عندي ولا قبلي

وطلت باعا وأدركت الذين جروا

ورحت أدرك من نيل العلا أملي

والدهر قدهم بي سوءا وأطمع بي

أني أقرع أحيانا على الزلل

ومد كفا فراعتني مخالبه

مرءا وكشر عن أنيابه العضل

أبعد ما قد جرت نعماك في بدني

وفي عروقي جرى بي النوم في المقل

ونلت منها ونالت راحتي بها

ما عنه يقصر ابعا كل منتول

وظللتني من نعماك سابغة

وظل نعماك فيء غير منتقل

نفسي فداؤك كم قلدتني مننا

سحابها تغرف الآمال في الوشل

قد أخرستني فما أسطيع أشكرها

ما قدر شكري وما قولي وما عملي

وكان إعراضكم من بعض نعمتكم

هديتموني بها نهجا من السبل

عطاؤكم فيها ما تسمو النفوس به

ومنعكم فيه تقويم من البسل

لا تغضبون ولا ترضون عن رجل

إلا وقصدكم الإِصلاح للرجل

لعل نسمة عطف منك عاجلة

تعود لي وكأن الحال لم يحل

وتنهيني إلى ما كنت أعهده

من بعض لطفك بي في القول والعمل

فليس لي من رجاء في رضا أحد

حسبي رضا الاشرف ابن الأفضل بن علي

من لي بكأس نعيم فيه مترعة

أهز عطفي بها كالشارب الثمل

حتى أظل وداري ملؤها فرح

تخال أربابها سكري من الجذل

واخضر عيشي من جدواه وانتزعت

عن باب داري دواعي الهم والوجل

وجاءني الدهر كالمرتاب معتذرا

لما جرى منه في أيامه الاول

هذا حديث الأماني وهي صادقة

فما تحدثني من جودك الهطل

وبشرتني بنعما منك تطرقني

عما قريب وخيرات على عجل

غدا تحل دياري منه مكرمة

تريك سكانها في الحلى والحلل

غدا تجاورني نعماه في وطني

وان نعماه نعم الجار في الحلل

واكسب العز من سلطان دولته

وانما عزه في جبهة الدول