هز الغرام معاقد التيجان

هز الغرام معاقد التيجان

وأذل صعب رياضة الأقران

ما كنت أول طامح في جامح

فحل اللحاظ مؤنث الأجفان

رطب الشمائل ضاحك عن مبسم

نبتت لآلئه على المرجان

لا عشت ان أخذ العذول بمقودي

فثنيت عن قصد إليه عناني

لله ليلة هب نحوى زائرا

يدعوه نحوى ما إليه دعاني

فرعا يجر إليَّ اذيال الدجى

كالغصن مضطربا من الخفقان

فأذاقنا طعم الحياة لقاؤه

فأدار خمرة ريقه وسقاني

فازددت من ظمآي إليه كأنما

بالرى أعطشني الذي أرواني

وافي به نحو الدجى فاستله

منى ومنه الصبح رأى عيان

فكأنما كانا عليه تطاردا

في خده انتثرت عقود جمان

خجلا يغاورلي فواتر طرفه

وإليه ألسن حالتي تنعاني

والصبح يطلع رأسه بين الدجى

وكأنه نار خلال دخان

والورق فوق الأيك تصدح والضيا

في الأفق يمشي مشية السكران

والليل قد ركب النهار قفاءه

والنجم يكسر طرفه ويداني

فمضى وألبسني السقام وإنما

من كل ما احببته أغراني

يا رحمتا لمتيم لعبت به

أيدي الغرام فصار كالولهان

أترى الحسان تروم قلبي بعدها

وقد استجرتُ بخدمة السلطان

الأشرف الملك الذي قاد الورى

قود الكماة الخيل بالارسان

الناهب المهجات في يوم الوغي

والضارب الفرسان بالفرسان

المرسل النفحات يتبعها الغنى

والمردف الإِحسان بالإِحسان

الباسط السطوات من لا يتقى

إلا بغض الطرف والإِذعان

ملك يرى في أريحية عمره

رأي الكهول ونجدة الشجعان

ملك تحاذره الملوك وتتقى

وتخر عند لقاه للاذقان

ما جآء إسمعيل إلا آية

في الملك والإِحسان والإِيمان

ملك إذا ما هز أغصان القنا

رجفت لهيبته ذرى ثهلان

يهديه في ليل الخطوب إذا دجا

من رأيه وسنانه نوران

أو ما رأيت إذا بدا بين الورى

متصور في صورة الإِنسان

عجبا له يحويه سرح عتيقه

وبصدره ويمينه بحران

بلّت أياديه مغارس ملكه

حتى جرت بالماء في الأغصان

إني لأعلم أن حظي وافر

اذ صرت معدودا من الغلمان

قل للزمان إليك عني إنني

من لا يخاف حوادث الأزمان

أتراه يجهل من علقت بحبله

أما تراه مع النجوم يراني

لو لم يكن لي منه إلا أنني

ممن وفدت على المليك كفاني

لا زالت الأيام طوع مراده

والحظ والمقدور والثقلان