أردت الشرب في القمر

أَرَدتُ الشُربَ في القَمَرِ

وَقَطعَ اللَيلِ بِالسَهَرِ

وَقَد جَمَّعتُ ما يُلهي

فَلَم أَترُك وَلَم أَذَرِ

فَدَبَّ الغَيمُ مُعتَمِداً

فَأَخفاهُ عَنِ النَظَرِ

فَبِتُّ أَفورُ مِن غَضَبٍ

عَلى الأَحداثِ وَالغِيَرِ

وَجاءَ إِلَيَّ شَيطاني

يُحَرِّشُني عَلى القَدَرِ

وَحاوَلَ كَفرَةً مِنّي

وَجَرَّأَني عَلى سَقَرِ

فَقامَ العَقلُ يُطفِئُ عَن

فُؤادي جَمرَةَ الضَجَرِ

وَوَلّى آيِساً مِنّي

وَفِزتُ عَلَيهِ بِالظَفَرِ

وَوَكَّلَ بي تَلامِذَةً

فَأَسقوني إِلى السَحَرِ

وَأَبدَوا لي مَليحَ الوَج

هِ مَنقوشاً مِنَ الشَرَرِ

تَمَرَّنَ في الهَوى وَبَدا

وَحَلَّ مَخانِقَ الصُوَرِ

فَما يَأتي عَلى طَلَبٍ

وَلا يَعصي مِنَ الحَصَرِ

وَأَغرَوني فَكانَ إِلَي

هِ ما قَد كانَ في سَكَري

فَلَمّا أَصبَحوا طاروا

إِلى إِبليسَ بِالخَبَرِ