لا تبك للظاعنين والعيس

لا تَبكِ لِلظاعِنينَ وَالعيسِ

وَمَنزِلٍ ظَلَّ غَيرَ مَأنوسِ

وَاِشرَب عُقاراً قَد عُتِّقَت حِقَباً

مِن عَهدِ عادٍ بِالوَعدِ مَحروسِ

تَخرُجُ مِن دَنِّها وَقَد حَدِبَت

مِثلَ هِلالٍ بَدا بِتَقويسِ

زُفَّت إِلَينا مِن بَيتِ دَسكَرَةٍ

وَشَيَّعَتها جُنودُ إِبليسِ

فَلَم يَزَل يَنزُفُ المُدامَةَ مِن

مُنتَبِذٍ بِالبِزالِ مَنخوسِ

كَالنَجمِ قَد لَجَّ في الغُروبِ وَقَد

أَنذَرَ بِالصُبحِ قَرعُ ناقوسِ

وَضَجَّ في الدَيرِ كُلُّ مُبتَهِجٍ

مُشَفَّعٍ لَيلَهُ بِتَقديسِ

يَقولُ يا مَن يَبغي الكُنوزَ إِلى

رَزينِ تِبرٍ في الدَنِّ مَرموسِ

تُصبِح غَنِيّاً مِنَ السُرورِ وَمِن

عَقلِكَ تُمسي مِنَ المَفاليسِ

مَن رامَ في تَركِيَ المُدامَ كَمَن

يَكتُبُ بِالماءِ في القَراطيسِ